قبل نحو عقد ونصف عقد من الآن، زرت إحدى سفاراتنا في الخارج لتصديق مستند مدني، ولم أستحسن الانصراف منها دون إلقاء السلام على السفير الذي لي به معرفة وصداقة وأكن له الكثير من الاحترام.
يمثل إعلان الحكومة الموريتانية عجزَها عن الاستمرار في سداد الفوائد المترتبة على الديون الخارجية، مؤشراً مقلقاً وغير مطمئن على مصداقية البلاد داخلياً وخارجياً.
بحركة بهلوانية اعتادها إعلامنا الرسمي، فقزت التلفزة الوطنية في تقريرها التأبيني حول فقيد الوطن الرئيس سيدي ولد الشيخ عبدالله على حدث إطاحته من الحكم بانقلاب عسكري عام 2008، مما أعاد إلى ذاكرتي احتفالاتنا السنوية بذكرى إعلان الاستقلال الوطني وقيام الجمهورية الإسلامية الموريتانية، دون أي ذكر للرئيس المؤسس صانع الاستقلال ومهندسه بلا منازع.
رغم الدماء الغزيرة التي سالت على مذبح «الثورة الصحراوية»، وما كابده ويكابده المجتمع الصحراوي من معاناة وويلات متواصلة منذ خمسة عقود، فإنه لم يتأت إلى الآن أفضل بالنسبة لهم مما قررته اتفاقية مدريد الثلاثية بين الدولتين المتنازعتين على الصحراء (موريتانيا والمغرب) وبين المحتل الإسباني.
ثمة علاقة ارتباط وجودي لا انفكاك لها بيننا وبين مجتمعات البيظان الموزعة في أنحاء منطقة الساحل والصحراء، مثل مالي والنيجر وبوركينافاسو والتشاد والجزائر، إلى جانب الصحراء الغربية التي تضم أكبر كتلة بيظانية خارج حدود السيادة الموريتانية.
في منتصف التسعينيات كان محمد فال ولد عينينا (فَّال)، السفيرُ المقيم لبلادنا في واشنطن، يقدِّم أوراقَ اعتماده كسفير غير مقيم في البرازيل، ضمن مجموعة من السفراء الجدد في العاصمة برازيليا، وخلال وقفة قصيرة له مع الرئيس «فيرناندو أنريك كاردوسو» سأله: يا دكتور، أنت قادم من الولايات المتحدة، وحسب علمي فإنك اسم مشهور في الأوساط الأكاديمية هناك، قبل أن تصبح
لا شك في أن التوقيع اليوم على اتفاق يعدِّل اتفاقيتنا الموقعة سابقاً مع شركة «كينروس تازيازت» ويرفع نسبتنا في عائداتها من 3 إلى 5 أو 6 في المئة، يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح نحو فرض السيادة الوطنية على إحدى أهم ثرواتنا المعدنية، ألا وهي الذهب ومناجمه في تازيازت.
"الاتحاد من أجل الجمهورية» (UPR) أنشأه «عزيز» كملكية خاصة به، وقد سهر عليه طوال عشر سنوات، غذّاه خلالها وسمّنه من المال العام، ورغم أنه ليس حزباً بأي مفهوم للحزب السياسي (بل هو تجمّعُ مصالحَ خاصةٍ انتظم حول الرئيس وضم شيوخ القبائل وكبار الموظفين والضباط ورجال الأعمال وجميع الانتهازيين من كل لون وصنف)، ورغم أن لحمه نبت من حرام (مناصب وامتيازات وصفقات
اتصفت علاقة عزيز مع غزواني بقدر غير قليل من الاضطراب والشك والتردد على مدى العامين الأخيرين، وإن لم يسمح الترابط الذي ضفرته الأقدار بين مصيري الرجلين بظهوره وإخراجه إلى العلن، لكنه كان محسوساً لدى المقربين منهما، وربما لاحظه بعض المتابعين والتقطوا خيوطه وجزئياته المتناثرة في مواقف وسياقات مختلفة.
لابد أن كثيراً من مراقبي ومتابعي الشأن الوطني العام لفتت نظرَهم حدّةُ الخطاب الجديد داخل الموالاة، ومن بعض أطرافها التي لم يُعرف عنها في السابق توجيهَ أيَّ نقد لأصغر مسؤول يعيّنه رئيس الجمهورية ويصطفيه ضمن طاقمه، لكنهم الآن ينتقدون الوزير الأول بحماس واندفاع ملحوظين؛ مرةً بالقول إنه سلّم المنطقة الحرة في نواذيبو للإفلاس والخراب والفشل، ومرة أخرى بالق