
سن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني رمضان هذ العام سنة حسنة تجسدت في الإفطار مع قوى مجتمعية ذات ثقل شملت الحمالة، وطلاب الجامعة، والطواقم الطبية في خطوة ذات تأثير جذاب فيما يصطلح عليه إعلاميا: فن العلاقات العامة.
لكن المفاجئ في إفطارات الرئيس الرمضانية هذ العام كان استثناء مدرسي التعليم الأساسي والثانوي في البلاد منها، وهم الذين يمثلون نحو 70% من موظفي القطاع العام، مع أنه بحكم متابعتي للساحة النقابية التربوية لاحظت أن جمهور المدرسين لم يفاجئهم هذ الإستبعاد، حيث أن غالبيتهم تردد في مجالسها الخاصة أن المدرسين "غسلو ألواحهم" من أي اعتبار مادي ومعنوي مستجد منذ تشكلت الحكومة الحالية لحسابات خاصة مع من يقود هذه الحكومة سبقت وصول الرئيس ولد الشيخ الغزواني لكرسي الرئاسة.
حتى المؤلفة قلوبهم من المدرسين تكفلت جلسات اللجنة الوزارية المكلفة بصندوق سكن المدرسين في الأسابيع الماضية بإيقاظهم مبكرا من حلم خادع عاشوا فيه لأشهر يتعلق بحل متدرج لأزمة سكنهم، وتعززت لديهم مع مرور الوقت قناعة مفادها أن الحكومة الحالية لا يتوقع منها أي اختراق في ملف تحسين ظروف المدرسين الذين تظاهروا لأول مرة موحدين مطلع العام الدراسي الجاري، واتفقوا على مطالب تلخصت في أربعة عناوين: مضاعفة الرواتب، مضاعفة العلاوات، توفير سكن لائق، تسوية المظالم المهنية.
الدرس المستفاد من قرار إبعاد المدرسين عن إفطارات الرئيس الرمضانية هذ السنة تلخص في الإعتقاد أن هناك طرفا ما دفع رئيس الجمهورية إلى إظهار عدم الود تجاه مدرسي البلاد لأول مرة في تاريخ موريتانيا الحديث، لكن المفارقة هنا تكمن في أن قطاعا عريضا من المدرسين لا زال يحتفظ للرئيس ولد الشيخ الغزواني بتقدير مرده حرصه طيلة مأموريته الأولى مع حكومة المهندس المسالم على إضافة عدة تحسينات مادية للمدرسين من أبرزها: مضاعفة علاوة البعد 150%، زيادة علاوة الطبشور بنسبة 50%، استحداث علاوة تحفيز قيمتها 1000 جديدة شهريا طيلة العام الدراسي، زيادة رواتب المدرسين قبل سنتين أسوة ببقية الموظفين بمبلغ 2000 جديدة صافية من الضرائب.
بالمحصلة هنالك إحباط كبير عند جل المدرسين سببه استبعادهم من إفطارات الرئيس الرمضانية، وغالبيتهم تمني النفس بتشكيل حكومة جديدة تعطي الأولوية لدخل الموظفين، أكثر مما تعطيه للجان: العصرنة، والتغذوية، والمكننة، والرقمنة، وغيرها من المصطلحات التحصيلية الخادعة.
محمد أحمدو محمذ فال/ أستاذ