لقد شكل الخوف من الرسوب ورهاب الفشل ثنائياً مرعباً ظل يُطارد طلبة الباكالوريا من مختلف الشعب في ثمانينيات القرن الماضي؛ وفي كل مراحل السنة الدراسية؛ الأمر الذي دفعهم لبذل جهود مضنية؛ جعلت البعض يمتلك مهارات خارقة.
في مؤتمره الصحفي الأخير قال وزير التعليم العالي الناطق باسم الحكومة إن الإضرابات أصبحت لعبة؛ لدرجة أن المضربين لايولون أي اهتمام لوضعيتهم القانونية ولا للظروف الصعبة التي يمر بها البلد " .
أخيرا خرج وزير التهذيب الوطني من صمته الذي دام قرابة سنتين.حاول خلالهما إشراك جميع الفاعلين في القطاع لتطويره بأساليب تمكنه من الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة ؛ لكن النقابات كعادتها ؛ شكلت حجر عثرة أمام كل خطوات الوزير الرامية لتطوير الموارد البشرية لقطاعه؛ فتجاربها السابقة جعلتها تحسن اللعب بعامل الزمن لتمرير أجندتها المرسومة سلفا من قبل سياسيين
كانت الاحتجاجات خلال القرنين 15و16 مصنفةً على أنها مجرد سلوك عنيف تقوم به مجموعة من الغوغاء الخارجين على القانون؛ لكنها مع الوقت تحولت لأسلوب حضاري في الغرب تمارسه الشعوب المتحضرة للمطالبة بحقوقها؛ لذلك أصبح لزاما على المهتمين بعلم النفس الجماعي وبالأمن القومي دراسة السلوك الاحتجاجي بمنهج علمي يسعى لفهم دوافعه وأساليبه وتأثيراته على سلوك الفرد والجم
بعد إعلان نتائج أول انتخابات رئاسية بالبلد في يناير عام 1992 احتجت المعارضة وقتها بقوة على نتائج تلك الانتخابات واستمرت المظاهرات لساعات وحدثت صدامات عنيفة مع الشرطة ..وبعد تضييق الخناق عليها لجأت للكتابة على الحيطان. ولم تتخل عن مهرجانات أسبوعية أوشهرية لنقد سياسات النظام ..
تشبه وضعية موريتانيا بعد ستين عاما من الاستقلال وضعيات البلدان التي عاشت أومازالت تعيش حروباْ أهلية منذ عقود؛ ففي كل مشهد ثمة شبه مكتمل الأوصاف بين واقع الحال في البلد وبين الصورة التي التقطت في الصومال في أوج الحرب الأهلية فيها؛ أوفي جنوب السودان أيام جون كارانك n Garang Joh...وحتى في رواندا إبان المذابح بين الهوتو والتوتسي.
اعتاد هذا الشعب المغلوب على أمره أن يرى في كل تغيير لرأس النظام أملا جديدا للخلاص من واقع يحمل في جميع مظاهره كل معاني الجائحة . فمن الهياكل تهذيب الجماهير ،التي لم يكن تهذيبها سوى صناعة نسخة جديدة من المعناة، إلى محو الأمية ومكافحة الفقر...
ليسَ سراً أن "منظومة" التعليم العالي تخضع منذ نشأتها لسيطرة لوبيات معينة، الأمر الذي أثّر بشكل سلبي على مردودية تلك المنظومة التي كانت ولاتزال حبيسة مناهج قديمة أثقلت كاهل الاقتصاد الوطني بكتلة الرواتب الضّخمة التي تُدفع دون مقابل، ناهيك عن مئات الخريجين سنوياً الذين لاتتوفر فيهم معايير المنافسة التي تتطلبها سوق التشغيل المحلية، فالتعليم العالي بهذا
مابين شح المعلومة والسرية التي تحيط بكل قراراته عجز الفضوليون ،لحد الساعة، عن اختراق جدار الصمت الحائط بالقصر الرمادي، ورغم الشائعات التي تُطلق، عادة، في محاولة لتكريس واقع سياسي معين أو لفرض أصحاب القرار على تبني نهج بيعنه، فإن كل المحاولات التي تصب في هذا المضمار لم تأت أكلها بحسب المتابعين للشأن الموريتاني.
تعتبر السنة الدراسية 2019- 2020 من أصعب السنوات على المنظومة التروبية العالمية عموما وموريتانيا على وجه التحديد، فقد أعلنت اللجنة الوزارية المكلفة بجائحة كورونا في 14 مارس المنصرم تعليق الدراسة في المدارس والجامعات والمعاهد لمدة أسبوع ، ومع تطور انتشار الفيروس اضطرت اللجنة لتعليق الدراسة لمدة خمسة أشهر ونصف ، لم تستطع خلالها إيجاد بدائل للتلاميذ