إن وجود شخص غير مواطن في بلد غير بلده الأصلي لأغراض العيش والتكسب، أو السياحة والإستجمام، أوالإستكشاف، أو غيرها من الأهداف المتعارف عليها بين الشعوب أمر لا غني عنه، ويكاد لا تخلو منه أية دولة في العالم.
لا تشبه الممارسة السياسية في وطننا، أي ممارسة سياسية في أي دولة في العالم. فهي تفتقر إلى مرجعية فكرية تستند إليها، وتفتقر أحزابنا، دون استثناء، إلى برامج سياسية تطمح إلى تنفيذها حال استلامها السلطة. الأحزاب مجرد تراخيص لممارسة نشاط مدر للدخل، مثل ترخيص اصطياد الأخطبوط، والتنقيب عن المعادن الثمينة، واستيراد الأدوية...
من الواضح أن الأزمة الحالية التي تمر بها بلادنا الحبيبة، إنما هي في الواقع ثمرة انتصار للتقوقع الفئوي. اسفا طرح عقيدة المواطنة الجمهورية لم يكن شغل قادتنا الشاغل، تساهلا أو تقاعسا، فكان الارتكاز على الإثنيات وحلت أربع مجموعات عرقية رسميا محل الأحزاب السياسية، مما أضعف أسس الديمقراطية والجمهورية.
ها نحن، وبحمد الله، قد صُنّا أساس بناء بلدنا، وأمّنا ما نرجو أن يكون قاعدة وحدة وتماسك لأمّتنا، و منطلقا لشعبنا نحو غد أفضل إن شاء الله. ولم يبقي إلا العمل الجاد لبلوغ ذلك الهدف. فهنيئا لنا ولكم فخامة الرئيس بثقة الشعب، وبهذا الإنجاز العظيم. وإنه لتشريف كريم لكم، وأمانة، ليست بالهينة قد نطيت بعنقكم… وفقكم الله لأدائها كما ينبغي، وأعانكم.
في سياقٍ انتخابي عالمي، وخطاب حقوقي متصاعد تشهدهما المنطقة وكبريات دول العالم؛ جاءت انتخابات 29 من يونيو المُنقضي لاختيار رئيس للبلاد، تبدأ مأموريته مطلَع أغشت القادم، بإذن الله.
بعد الإعلان المؤقت عن نتائج إقتراع السبت الموافق 29/06/2024 ، إشرأبت الأعناق لمعرفة الشخصية التي ستكلف برئاسة الحكومة، و أفراد طاقمها، ليس من قبيل الفضول، و إنما لأهميتها في تحديد معالم مأمورية الرئيس المنتخب الثانية، و معرفة الاستراتيجية المناسبة من وجهة نظر سيد القصر، للوصول إلى أهدافه التي إلتزم بها أمام ناخبيه.
بنسبة نجاح معيارية وفق المعهود في الديموقراطيات الراسخة ، أسفر اقتراع 29 يونيو 2024 م عن فوز الرئيس المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني بمأمورية ثانية تقلب معها موريتانيا صفحة حافلة - بما لها و عليها - و تفتح أخرى حبلى بالطموحات والانتظارات .
تخللت الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس (29 يونيو 2024) والتي أعلنت نتائجها اليوم، بعض النواقص التي يتعين استحضارها والعمل على التغلب عليها في الاستحقاقات القادمة، أوجزها في أربع نقاط:
ها أننا طوينا، معًا، أوراق آخر فصل من رواية "زهرة العمر المهاجرة في متاهات المكسيك".. كنتَ الحلمَ لأخواتٍ احترقت أجفانُهن بجمر الدموع الجارفة.. كنت الأملَ المبتسم لأمهاتٍ نائحاتٍ، جَفاهُن الأهلُ ورَمَتْهن ماكنة أنظمة طواغيت الإجحاف الحكومي المأفون.. كنت الأمسَ الساحرَ، واليومَ الأخّاذَ، والغدَ البهي.