(كان)... المختار ولد داداه، رحمه الله، شابا في مقتبل العمر، حين اقتحم السياسة ودك أسوارها، دانت له البلاد بطولها وعرضها وجمعت له كافة الأحزاب في حزب واحد، ولقبته بأحسن لقب، قد يحلم به سياسي ممن جايلوه: "أب الأمة"،
هل النزوع الانفصالي الذي أعرب عنه مؤخراً داخل اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين طيف ملحوظ من الشعراء الشعبيين إلى إقامة اتحاد خاص بهم، هو نزوع صائب وله من الدواعي ما يكفي لجعله راشداً وحكيماً؟
لا أملك الإجابة على هذا السؤال، وقد لا تكون مطلوبة مني أبداً، ومع ذلك فلا بأس في أن أسجل هنا ثلاث نقاط على الهامش:
يسجل العديد من الأجانب الزائرين النابهين لموريتانيا دهشَتَهُمْ بظاهرة اهتمام و انشغال غالبية الموريتانيين بالشأن السياسي و منهم من يعتبر ذلك مؤشر وََعْيٍ و نضج و التزام و منهم من يصنفه دليل بطالة و عَطَالَةٍ و تخلف.!!
التخبط السياسي الذي يعيشه النظام الحالي يكشِف عن عمق الأزمة واستفراد " المؤدلجين" وأصحاب الأجندات الخاصة بالرئيس وعزله عن محيطه السياسي وهي مسألة خطيرة وخطأ قاتل في السياسة أن يتبنى نظام حاكم خصومه ويُمكن لهم في الدولة ويُعينهم بوسائلها المختلفة، ويُدير ظهره لأغلبيته وجماعته السياسية بل أغلبية الشعب التي انتخبته وأوصلته لسدة الحكم.
إبتداء استسمح القارئ في جزئية شخصية قد تكون ذات صلة بالموضوع فحين كنت تلميذا في المرحلة الابتدائية كان التلاميذ يسمون وكما يفعلون عادة أحد مسؤولي المدرسة بلقب يكتبونه باستمرار على الجدران أزعجه ذلك على مايبدو كثيرا فاستدعاني ذات مساء في مكتب وسلمني دفترا وقلما طالبا إلي تدوين أسماء التلاميذ الذين يكتبون لقبه هذا، اعتذرت ورددت الدفتر والقلم فما
وقر فى وجداننا نحن الموريتانيين..بل وقر أيضا فى وجدان أشقائنا العرب أن بضاعة هذا البلد هي الشعر والأدب ، إذ تختزن الذاكرة العربية صورة طيبة لموريتانيا الأمس..إنها صورة "بلاد شنقيط" بحمولتها المعرفية التاريخية..
Les pays africains ont vécu sous colonisation européenne pour de longues périodes, parfois pendant de longs siècles. La poussée impérialiste que soutenaient de larges courants d’opinion en Europe était pour des raisons à la fois économiques, politiques et idéologiques.
إن الطريقة الوحيدة لتقييم حكمة أي رئيس ومدى جديته في تسيير البلد وموارده بصفة شفافة والعبور به إلى بر الأمان وإستحداث برامج تنموية لها عائدات على شعبه ووطنه هي النظر إلى الرجال المحيطين به من ساسة وأطر.
منذ عقد ونصف من الزمن وأنا أحاول دراسةحياة هذا الرجل المثير للجدل بطبعه؛ فقد دفعني الفضول لجمع فتاة من المعلومات الشحيحة التي تتداخل فيها الأسطورة بالحقيقة؛ ليجد الخيال نصيبه في سرد حياة مهنية؛ جمعت بينه وبين جنود عاديين وضباط صف وملازمين وعقداء سابقين في الجيش.
يمتلك الرئيس السابق روح المخاطرة والمغامرة، وقد تعود في قراراته على المخاطرة، ومن المعروف أن المُخاطر إما أن يكسب كل شيء أو يخسر كل شيء، ومن النادر جدا أن يؤدي القرار المخاطر إلى نصف نجاح أو إلى نصف فشل، فإما النجاح التام أو الفشل التام.