التخبط السياسي الذي يعيشه النظام الحالي يكشِف عن عمق الأزمة واستفراد " المؤدلجين" وأصحاب الأجندات الخاصة بالرئيس وعزله عن محيطه السياسي وهي مسألة خطيرة وخطأ قاتل في السياسة أن يتبنى نظام حاكم خصومه ويُمكن لهم في الدولة ويُعينهم بوسائلها المختلفة، ويُدير ظهره لأغلبيته وجماعته السياسية بل أغلبية الشعب التي انتخبته وأوصلته لسدة الحكم.
إن على الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أن يتدارك الموقف قبل فوات الأوان، وأن يُدرك خطورة تهميش الأغلبية بمختلف أحزابها وكوادرها السياسية والإدارية ونوابها وعُمدها ورجال أعمالها وشبابها ونسائها ووجهائها الذين ساهموا في إنجاح مشروعه السياسي وتوطيد أركان حكمه، وأن يعي خطورة الشعور بالتهميش والإقصاء الذي يجتاح هذه الأغلبية نتيجة السياسات الخاطئة في طريقة التعاطي معها والإزدراء الذي تُعامل به من قبل أركان النظام ومُقربيه من العناصر المؤدلجة " الليّ ماهِ مَتْمَحرْمه" مع الدولة وجهاز الحكم، والتي تحمل عداءا تاريخيا للمؤسسات الصلبة التي تُوجه دفة الحكم في البلد وتشكل صمام أمان لأمنه واستقراره، وإذا استمر النظام في فتح ذراعيه لهذه الفئات السياسية، وزادهم في التمكين والإحتضان، فسنعيش مزيدا من التأزيم والتقزيم والتصفية التي ستؤدي بها إلى المجهول السياسي.،
فهل يتدارك الرئيس الموقف قبل فوات الأوان!