
هل تمتلك بقايا "النخبة" المغربية، الشجاعة لتفكيك طلاسم المواقف المغربية المتناقضة، منذ اندلاع النزاع في المنطقة ، والتي كانت إلى المنتصف الأول من سبعينيات القرن الماضي ، تنافح بشجاعة عن تقرير المصير و الاستقلال في الصحراء الغربية ، وهي مواقف اشترك فيها الرسمي والشعبي ، ثقافيا وإعلاميا .
وما الذي يفسر التحول المفاجئ، الذي افضى الى تبني الطرح والممارسة (،،،) المخزنية بتطرف كبير؟ ما الذي استجد ؟ وكيف استطاع النظام المخزني تجنيد وتدجين هذه النخبة، وحشدها للدفاع عن مظلومية مختلقة ؟ .وهل تمتلك القدرة على التأسي بتجارب إنسانية بديعة ، وتبدأ في نقاش مقترح الطرف الصحراوي، الذي جاء بعد مسار نضالي وكفاحي عظيم ، و قوبل في 2007 بمقترح فرنسي يسمى " الحكم الذاتي" ؟ ام أنها تتحرك وفق خطوط مرسومة، وفي هوامش محددة ولا تمتلك الإمكانية في تجاوز المحظور ؟
يعرض المقترح الصحراوي على الرباط، علاقة خاصة على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والأمنية.كما يحفظ امتيازات (...) المغاربة. و يتضمن مقترح الطرف الصحراوي، إجابات شافية وكاملة، عن الانتظارات والاهتمامات الكبرى إقليميا.
هذا المقترح يتماشى مع الشرعية الدولية، بما يضمن تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، وتمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير . ووفق الشرعية الدولية، يحفظ للمغرب وللصحراويين ولشعوب المنطقة، الكرامة والمستقبل المنتظر، و سلام الشجعان، الذي يحفظ ماء الوجه للجميع!!
جاء هذا المقترح بما يتماشى مع الرؤية الصحراوية للنزاع، وفي سياق تنازلات ومبادرات كبرى، طالما عكست النية في التوصل إلى حل يكفل الربح للجميع . رغم تضرر الصحراويين بشكل فادح، من حرب إلغاء وإبادة، مفروضة عليهم.
لقد نأت النخبة السياسية والثقافية الموريتانية بنفسها عن حرب خاسرة، وتفطنت لمخطط جعل البلد رهين حسابات الغير، واليد التي يؤكل بها .وقد كان ذلك من صميم العقلانية ،و تفطن محمود واتقاد في الرؤية جنب موريتانيا متاهة الحرب المفتوحة واللا منتهية؟!
فلماذا عُدمت نخبة "الإمبراطورية المغربية العتيقة" ! ،الحس الوطني السليم ،وامتلكتها بشجاعة وسلامة إدراك ، نخب الجمهورية الحديثة في موريتانيا؟.ولماذا غاب الوعي عنها، وهي تحصد رهن حاضر ومستقبل المنطقة، بالتمادي في التبرير و الاستمرار في الانخراط في حرب أظهرت الأيام ، أنها أكبر من المغرب ، وليست حرب المغاربة ولا يمتلكون فيها أي مظلومية . لإنها وببساطة حرب الوكالة ، وتتأكد اليوم بعد الاستعانة والارتهان ل "العصر الصهيوني".
فلماذا هذا الارتهان ولما هذا الصمم؟
مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد نموذجا تعكس الحالة النفسية المتناقضة لمنتسبي اليسار بدرجة أولى و ورثة تراث "اليساري" الوحيد في العالم، الذي وقف ضد مبدأ تقرير المصير. رغم أنها كمؤسسة، تقدم دوريا، ما تعتبره نقاشات عميقة للمسألة الصحراوية. مما يجعل منها مؤسسات لا غاية لها، سوى إطالة عمر المخزن بالنفخ فيه، وضمان الأكسجين الضروري له، بمؤسسات ونخب توظف للديكور .
لا تناقش بقايا هذه النخبة الثقافية والإعلامية ، موضوعات تعتبرها المؤسسة المخزنية من المحظورات، إلا وفق النسق الرسمي . ولا تستطيع الانفتاح في سبيل إيجاد ارضيات مشتركة مع الآخر. أي التحرر من المسلكيات التقليدية والتعاطي بتعبيرات عقلانية مع قضايا ومسائل بالغة الانشغال والأهمية ، وليس بالإمكان تجاوزها أو اغتيالها رمزيا وماديا .
إنها نخب ومؤسسات فاقدة لزمام المبادرة لا تمتلك القدرة على التحرك والفعل ، ولأنها لا تستطيع ؛ فهي نخبة وظيفية،معدّة للتزيين الديمقراطي المزيف في مغرب (،،)!
فهل يخرج لنا من بين هذه النخبة يوما ما ،من يناقش كل القضايا، بحيادية ومصداقية، وبعقل وقلب مفتوحين.؟
أو يخرج إلينا "جان بول سارتر" مغربي يكتب ؛عارنا في الصحراء الغربية ؟
محمد الفاروق- كاتب من الصحراء الغربية