كان اليابانيون إذا اضربوا عن العمل، وضعوا على ظهورهم إشعارا بذلك يقول: "نحن مضربون"، ثم زادوا الإنتاج نكاية في رب عملهم، لم تكن بهم حاجة هناك، لا إلى مخابرات ولا إلى هراوات ولا إلى مسيلات دموع، وفرت اليابان ثمن كل تلك الأشياء وأخواتها، في حين بذلنا فيها، نحن العرب، الغالي والنفيس وأبدعنا فيها لدرجة حيرت العالم،
تشبه وضعية موريتانيا بعد ستين عاما من الاستقلال وضعيات البلدان التي عاشت أومازالت تعيش حروباْ أهلية منذ عقود؛ ففي كل مشهد ثمة شبه مكتمل الأوصاف بين واقع الحال في البلد وبين الصورة التي التقطت في الصومال في أوج الحرب الأهلية فيها؛ أوفي جنوب السودان أيام جون كارانك n Garang Joh...وحتى في رواندا إبان المذابح بين الهوتو والتوتسي.
إن أعز ما يملكه الموريتاني في هذه الحياة، هي حريته في التفكير والتعبير والترحال والمقام ورفضه لكل عائق يقيد تلك الحرية.. صفات اكتسبها من محيطه البيئي، حيث الصحاري الشاسعة والفضاء الرحب، وصونا لهذه الحرية، ظل يقارع الغزاة المستعمرين بشتى الوسائل، مما سرع برحيلهم، حيث لم يخلفوا عمرانا ولا مرافق ذات بال.
إن الرأي لازمة القرار. فإن كان الرأي قد لا يتبع بقرار فإن كل قرار يسبق برأي وهنا تكمن أهمية إخضاعه لآلية تضمن وصوله لأقصى درجات النضج. وإن وضعية مجموعة بشرية أو أمة هي في المحصلة تعبير عن مستوى صوابية القرارات التي اتخذت في تاريخها والذي يعكس قدرة القائمين على اتخاذ القرار - مهما تكن المسؤولية - على صناعة الرأي.
نزولا لدى رغبة القائمين على "صالون الحرية"الذى أضحى أحد أهم "محركات الرأي العام الوطني" إثارة و جرأة على "مس مواطن الوجع بالوطن " و استقطابا لمتابعة و مساهمة النخب الوطنية من مختلف المدارس و الأجيال و الألسنة أقدمُ هذه الملاحظات التى حَسْبُهَا أن تكون و تمثل "فاتحات شهية النقاش" لمنتسبى الصالون من أولى الطول خبرة و تجربة حول المشهد الدبلوماسي الم