«...والحقُ أن شغفي بأخبار الخلفاء قديم، وأن (تاريخ الخلفاء) للسيوطي و(نقط العروس) لابن حزم ورسالة (أسماء الخلفاء) له، من الكتب التي قرأتها قديماً ووجدت فيها لذة لا تعدلها لذة، فكنتُ بعد ذلك حريصاً على جمع أشباهها من الكتب التي أفردها أسلافنا لهذا الباب من أبواب العلم خاصةً.
هذا حدث سنة 1949 في الدائرة التي كنتُ مسؤولاً عنها، جاءنا قاضٍ حديث السّن وما زال متدرباٌ ومليئاً بنار الثورة، مفعما بنية تحرير افريقيا من كل كَوارثها، و طلب مني أن أترجم له حديثاً دار بينه وبين رجلٍ مسن بيظاني جاء برفقة رجلٍ كبير القامة أسود اللون.
يتعينُ علينا ذكرُ رجلٍ قد لا نجدُ العباراتِ اللائقة للإعرابِ عَن مَكانتهِ وَتفخرُ موريتانيا بإنها كانت مهداً له وأذكره بإسمهِ إنّه محمد ولد مولود ولد داداه، رجلُ الآدابِ والعالم بمعنىً يشملُ الثقافة الواسعة والعبقرية الفذّة، كان من البارزينَ في العلوم الشرقية خلال النّصفِ الثّاني من القَرن العِشرين فِي جميع فضاءِ الحَضارة العربية الإسلامية إبتداءً مِ
يعود شكل النظام العقاري الموجود اليوم في معظمه إلى القرن السادس عشر عهد سيطرة عشيرة دنيانكوب Deeniyanikcoob وشهد بعض التنظيم خلال القرنين الثامن والتاسع عشر في عهد المامي.
احتفظت التقاليد المروية التروزية بقصص بعض المنافرات الشهيرة ذات الدلالة في هذا السياق نقتصر منها على ثلاث لما تعكسه من طبيعة ومستوى الثروة من جهة، وعقلية أصحابها من جهة أخرى؛ حيث كانت «المنافرة بالعطايا إظهارا للغنى والسخاء، حربهم الباردة إذا تشاح إثنان منهم».
أولُ ترجمةٍ لنص موريتاني -حسب إطلاعنا الأن- هيّ إلى الفرنسية، وهيّ ترجمة ابولي poulet لنصّ النّابعة الغلاوي (ت : 1828) يصفُ فيه حياة محمد اليدالي (ت :1753) وقد نشرت سنة 1902 وتلتها ترجمة لمقاطع من قصيدة محمد اليدالي المذكور (صلاة ربي) ضمن دراسةٍ قام بها المُستشرق الفرنسي لويس ماسيون L.Massigon (ت : 1962) سنة 1909.