- الهجرة إلى انواذيب و الزويرات
لقد قدرّ (P.Bonte) نسبة المهاجرين إلى انواذيبو القادمين من آدرار خلال الستينات بـ 13% من مجموع السكان المحليين. هذا في حين وصلت نسبةب تكانت (الترارزة وإينشيري) على التوالي: 4/8 كلهم من المنمين الرحل. أما بالنسبة للبراكنة فقد وصلت نسبتها 12% من العدد الإجمالي للمهاجرين.
ويمكن تقدير عدد المهاجرين القادمين من ادرار الى انواذيب ب 2000 شخص، هذا في حين ينتمي 7000 ساکن من سكان الزويرات البالغ عددهم 15000 الى ادرار أصلا وقد هاجروا إلى هذه المدينة حديثا.
والمسألة التي يمكن ملاحظتها هو أن إقبال المهاجرين على مراكز المناجم في كل من المدينتين كان كثيفاً.
ويرجع (P.Bonte) الإقبال المكثف للمهاجرين على ورشات المناجم في كل من أنواذيب، و ازویرات الى ردائة المحيط الطبيعي في الأرياف وكذلك إلى صعوبة الظروف المناخية المتمثلة في عدم انتظام الأمطار والمراعي، إضافة إلى محدودية المياه الباطنية وسنوات المجاعة، التي عرفتها البلاد، وهي أمور كلها من الأهمية بمكان حيث كانت وراء هجرات السكان الجماعية الى المراكز القروية (لكصور محليا) وكذا الى الحواضر الصناعية ويرى ( P.Bonte ) بخصوص هذه الهجرات الجماعية انها تمس اساسا القبائل الحسانية القديمة التي تأثرت من أزمة الحرب العالمية الثانية أكثر من غيرها، وكذلك بعض القبائل الزاوية التي أصبح الكثير من أفرادها يمارسون مزاولة النشاطات التجارية.
وخلاصة القول فإنه يمكن أن نلاحظ أن هجرات العمال إلى المدن المنجمية كانت ذات طابع فردي في أغلب الأحيان، وهي هجرة موسمية خصوصا بالنسبة لمهاجرين الولايات الجنوبية (الترارزة - البراكنة - لعصابة). ولكنه بمجرد حصول هؤلاء العمال على وظائف قارة فانهم ينتهون بقطع الصلة مع مناطقهم الأصلية نظرا لصعوبة المواصلات وارتفاع تكاليف السفر.
المصدر:
محمد الراظي ولد صدفنّ، السياسة الإستعمارية الفرنسية في موريتانيا وأثرها على الأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية بين 1900-1969. أطروحة دكتورا، جامعة تونس، 1993، ص249