عندما كانت هذه المؤسسة تحت إدارة وتسيير رجل من بني الأصفر كافر، كانت تسير من حسن إلى أحسن؛ فحفظ أموالها وأحسن تسييرها بوضع الكفاءة في موضعها والمحاسبة بالعدل، فاستفادت منها البلاد والعباد أيما استفادة...
وهكذا بينما يحتد الجدل في النيجر بسبب انقلاب الحرس على المحروس من أجل السلطة (أيذكركم ذلك بشيء؟!), أطاح الحرس الرئاسي في الغابون اليوم برئيسهم العتيد, بمجرد تلقيه نتائج الانتخابات, التي فاز فيها طبعا!
من المؤسف; بل المؤلم أن يكون لك أخ عزيز وزميل كريم من البولار, تحبه ويحبك; سكنتما معا وسافرتما معا وعملتما معا وتصليان في نفس الصف من المسجد, وتوطدت علاقاتكما, واشترك في المودة والألفة بينكما أصدقاؤكما وعائلاتكما...
ولكن لا يعرف أحدكما لغة الآخر فضلا عن جهله المطبق لما في ثناياها من الثقافة والمآثر الأدبية والاجتماعية والتاريخية...
أتاحت لي الظروف، بحمد الله وحسن عونه وتوفيقه وحفظه، أن أجول في جميع أنحاء الوطن الموريتاني العزيز وأزور جميع ولاياته ومقاطعاته... وهي سياحة وطنية لا غنى عنها ولا يمل منها، رغم الصعاب والظروف الجغرافية التي تبعد كل نقطة مهما قربت في المسافة العامة، بسبب قلة الطرق ووعورة المسالك.
دولة قطر واحدة من الدول العربية التي يحكمها نظام عائلي رجعي يعود للقرون الوسطى.
وهو أحد فرعي الاستبداد الذي حكم ويحكم الدول العربية. والفرع الآخر الأدهى والأمر هو الأنظمة الانقلابية الديكتاتورية أو ورثتها من ذوي الانتخابات المزورة...
في منتجع شرم الشيخ مصر, وليس شرم الشيخ انواكشوط, أو في أي مكان آخر بعيدا من جهتها, تستطيع السيدة "الجمهورية" الفاضلة رئيسة جهة انواكشوط, أن تحاضر عن جمال مدينتها وكمال جهتها.
فليس هناك من سيكذبها, ولا حتى من سيقف على حقيقة الحال.
لا أرى معضلة اجتماعية أغرب ولا أثقل من ثوب "الدراعة" الموريتانية أو الإفريقية؛ مع أن الأفارقة يتخذونها زيا "رسميا" فقط في المناسبات كالأعياد والمواسم الخاصة؛ وفيما سوى ذلك يعملون ويخرجون في "القفاطين" أو "البناطيل"...
لكن "البياضين" حافظوا على هذه الدراعة بشكل يزيد من عنتها ونشازها في حركة الحياة:
* "الساحة الثقافية الموريتانية [الآن] في فترة من أفضل فتراتها"؛
** "فقد فاز فيلم "تمبكتو" الموريتاني بجائزة "سيزار" الفرنسية".
*** الجيل الجديد [في موريتانيا] "لا نجد فيهم مَن لا يتقن الإنجليزية بجهود شخصية ويتعلق بالحضارة الأمريكية".
هناك خلط ومغالطات في هذه الحادثة لا تخفى على منصف; عندما يحتج بعض "النبلاء" بأن طالب الجزاء فقير أو مكلف بعمل شاق أو يتقاضى راتبا ضئيلا... أو أن "صاحبه" بخيل ضن بعطية سائل أو كرامية عادية...
أما تدني راتبه أو صعوبة عمله فالمسؤول عنهما هو من يوظفه.