دولة قطر واحدة من الدول العربية التي يحكمها نظام عائلي رجعي يعود للقرون الوسطى.
وهو أحد فرعي الاستبداد الذي حكم ويحكم الدول العربية. والفرع الآخر الأدهى والأمر هو الأنظمة الانقلابية الديكتاتورية أو ورثتها من ذوي الانتخابات المزورة...
ولكن الغرب بسياسييه وإعلامه يتجاهل هذه الحقائق; بل سعيد بها, ويشجعها ويرعاها أحيانا, رغم مخالفتها لمبادئه وقيمه الديمقراطية!
ثم لا يرى في الإمارة القطرية من عيب سوى عدم احتفائها بالشواذ وشواذ الشواذ, أو إساءة معاملة العمال الذين شيدوا ملاعب البطولة الكروية الفخمة خاصة! مع تجاهل واضح لحقوق بقية العمال الأسوأ حظا بكثير, وتجاهل أن تلك هي المعاملة السائدة, وربما الممكنة, في دول الطفرة المالية والنهضة العمرانية في المنطقة الخليجية كلها.
وهنا أيضا يتجاهل الغربيون أن أيا من أولئك - العمال السعيدين بمكاسبهم في تلك الوضعية المزرية - لا تسمح أوروبا ولا أمريكا بمجرد دخوله أرضها; لا نظاميا ولا متسللا, حتى لو هلك على أبوابها غرقا أو بين أنياب قروش البحر!!
لا, ليس النفاق فحسبُ, ولكنه الخبث والحقد على ديانة عظيمة مخالفة, يتمسك بها معتنقوها ويرفضون ما سواها... تمجد الفضيلة وتمقت الرذيلة, وتحترم فطرة الله التي فطر الناس عليها.
وقد أحسنت دولة قطر, بعدم تنازلها عن المسلمات الدينية. وكان تصديها لوقاحة هؤلاء الغربيين وفواحشهم, ذكيا يراعي الوقت والمكان المناسبين لهدف نجاح استضافة الحدث, وعدم تمكينهم من منعه أو تخريبه... حتى الآن!
ومن خير الصدف أن الألمان, رأس حربة ترويج الشاذين, سيخرجون من البطولة خائبين, في المرحلة الأولى, وهو ما لم يحدث من قبل.