غدا يوم مهم في تاريخ القضاء الموريتاني,سيكون له أو عليه!
إنه يوم بدء المحاكمة المنتظرة منذ أمد للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.
هذه المحاكمة ينتظرها الناس في ثلاث دوائر:
* دائرة عموم الناس الذين ينتظرونها, من باب "اگبيظ لغبه", في معرفة مصدر ثروة الرئيس السابق التي يعترف بها. وقد زاد من فضولهم إحجامه المستمر عن كشف من أين اكتسبها؟ وهم بعد ذلك منقسمون بين من يرى أنه لا داعي للمحاكمة ما دام الفساد عاما وطاما, وبين من يفضل تبرئة الرجل لمكانته ولأنه لم يتغير شيء بعده إلى الأحسن... وبين من لا يهمه شيء بعد إرضاء فضوله (اغباه)!
* دائرة كثير من الناس يعتقدون - تبعا للتهم القضائية - أن مصدر تلك الثروة هو الفساد والغلول, وأنه يجب استعادتها للخزينة العامة.
* دائرة سياسية ضيقة من خصوم الرئيس السابق ومعارضيه, أو من بطانته التي خذلته, يريدون تحطيم ماضيه ومستقبله, بالحق أو الباطل; ولكل دوافعه!
وبعد;
اولا: نرى أنه يجب توفير العدالة والاحترام الكامل للسيد محمد عبد العزيز ومعاملته بما يليق من الأدب والتعظيم برئيس للجمهورية حمل اسم المنصب الأسمى في الدولة, حتى لو كان حازه أصلا بطريقة غير شرعية وغير لائقة, فقد ارتبط به وارتبط هو به, أكثر من عقد من الزمن, وصار احترامه واجبا, وظلمه أو إهانته تعديا وخيانة...
ولا ننسى أنه كان للرئيس السابق إنجازاته المشهودة, كما له إخفاقاته المتوقعة...
ثانيا: ستكشف وقائع ونتائج هذه المحاكمة عن الحق من التدافع بين ما يراه الرئيس السابق وأنصاره من أنها محاكمة سياسية استهدافية, وبين ما يؤكده النظام من أنها محاكمة قضائية مستقلة لا تأثير له فيها؟
ثالثا: لا مجال للفرح والابتهاج باعتصار أموال من الرئيس السابق لصالح الخزينة العامة, ما دام استشراء الفساد سائدا وحرية مرتكبيه مشهودة; لأن تلك الأموال (إذا حكم باسترجاعها!) إنما تسقط من الكدية إلى قعر البير...!!
فلنر إن كانت محاكمة, أو مساجلة, أو صمتا, أو إرجاء وانتظارا جديدا...؟؟