عندما كانت هذه المؤسسة تحت إدارة وتسيير رجل من بني الأصفر كافر، كانت تسير من حسن إلى أحسن؛ فحفظ أموالها وأحسن تسييرها بوضع الكفاءة في موضعها والمحاسبة بالعدل، فاستفادت منها البلاد والعباد أيما استفادة...
ثم جعلوا عليها رجلا منا؛ من أوسطنا نسبا وحسبا، تقي نقي عابد لا يتأخر عن الصف الأول في صلاة الجماعة، قيام لليل صوام للنهار، جواد على الطماع والمداحين...
استبشر العاملون به، لكنه استصفى لنفسه وأهله ما شاء من أموال المؤسسة، وملأها بعمال من قرابته وقرابة ذويه وأصحابه، وأدارها بغير روية ولا معرفة، وعين للوظائف وللمزايا فيها حسب الولاء، واعتمد هو في بقائه في منصبه على تملق رؤسائه وخدمتهم وتمويل أنشطتهم السياسية وتسخير وسائل المؤسسة لذلك...
فانهارت المؤسسة وتوالى فشلها وتدهور نشاطها حتى أفلست، فاستعان بحظوته عند رؤسائه السياسيين ليحصل على تمويلات من الدولة ومن البنوك بفوائد فاحشة... حتى تراكمت الديون عليها، مع الفشل وصخب العمال... فأقيل من إدارة الشركة المنهارة وعين على رأس قطاع آخر... ليحتفل به الناس ويشهدوا بنجاحه، بعدما صار ملياديرا يتناعتون قصوره المشيدة وأنعامه السائمة وسيارات أقاربه الفارهة...!
وهكذا فذلك النصراني نفعنا عمله ولم يضرنا كفره...
وهذا المسلم أضر بنا عمله ولن تنفعنا عبادته...
موجبه كثرة التزكيات والشهادات غير البريئة هذه الأيام!!