لا أرى معضلة اجتماعية أغرب ولا أثقل من ثوب "الدراعة" الموريتانية أو الإفريقية؛ مع أن الأفارقة يتخذونها زيا "رسميا" فقط في المناسبات كالأعياد والمواسم الخاصة؛ وفيما سوى ذلك يعملون ويخرجون في "القفاطين" أو "البناطيل"...
لكن "البياضين" حافظوا على هذه الدراعة بشكل يزيد من عنتها ونشازها في حركة الحياة:
* الدراعة تأخذ 40 إلى 50% من طاقة لابسها وجهده لكي يمسكها على بدنه ويلم أطرافها المنتشرة.
* الدراعة غالية الثمن، والتنافس في أشكالها بحسب غلاء ثمن قماشها (رغم خفاء فوارقه أحيانا)
* الدراعة فيها أكبر هدر مباشر للمنسوجات وللمال، لأن حوالي 30% فقط من قماشها هي كل ما يحتاجه لابسها، بينما يحمل إصر 70% الباقية الزائدة على حاجته!
* الدراعة على ضخامتها لا تستر العورة! فهي كاشفة للبدن كله بسبب طريقة تفصيلها المفتوحة من كل الجوانب!
* الدراعة منافية لسنن اختلاف البشر وتنوع أذواقهم وحاجاتهم، لجمود شكلها وقدْرها؛ فجميع البالغين لهم دراعة "واحدة" بحجم 10 أمتار؛ يلبسها الطويل ضخم الجثة، ويجرها المتوسط الربعة، وينوء بها القصير النحيل!!
* الدراعة سريعة الاتساخ وتنظيفها مكلف جدا، وتحتاج تدخلا عضليا للتنظيف والكيِّ (حتى أنها لا تستفيد كليا من ماكينات الغسيل الصناعية)!
* الدراعة تحتاج أكثر من التنظيف اليدوي المرهق؛ بل لابد من "تعليكها" (ﮔـم")، لتُعَذِّب صفائحُها الصلبة لابسها، بنفورها وخشونتها، وتؤذي الآخرين بأصوات فرقعتها المزعجة!
* الدراعة غالية "الخياطة"، وتطريزها ثقيل تؤذي خشونته البشرة وترهق الأعناق!
* الدراعة تُعَرض لا بسها لمخاطر أمنية كثيرة في التعامل مع السيارات: قيادةً وركوبًا واقترابا، وكذلك مع الآلات والأجهزة كلها!
* الدراعة "مخَرِّبة" تدمر أثمن الأشياء: بقلبها وجرفها أو إسقاطها، فتنكسر أو تفسد أو تتناثر... وتهريق الأشربة والأطعمة وكل شيء... وفي ذلك أيضا مخاطر أمنية (مع مواقد النار، والشموع، والسوائل المغلية... مثلا)!
* الدراعة تَعْلق بأي كائن مادي في الطرق والمباني: كالأشجار والجدران والأبواب والمقاعد... مما يسبب تمزقها، وعرقلة اللابس وتضييع وقته في تخليصها!
* الدراعة تحشر لابسها وتضيق عليه وعلى الآخرين الأماكن الرحبة والمقاعد: في السيارات والمجالس... بسبب حجمها الزائد كثيرا على حجمه!
* الدراعة أسوأ كانس وجامع لأوساخ وقاذورات الأرضيات والسلالم... ونحوها...
* ... #الدراعة_جنون_وطني