يشرفني بمناسبة بدء امتحانات الباكالوريا أن أعلن لتلاميذ ثانويتي العريقة عن عدد من الجوائز المعتبرة التي ستقدم هذا العام على نفقة عدد من التلاميذ القدامى لصالح المتفوقين من تلاميذ الثانوية في هذا العام.
حسب ما نشرته بعض المواقع الإخبارية نقلا عن مصادر أمنية فإن المتهمين بجريمة اغتصاب وقتل الفتاة "لميمة" ـ والتي كانت ضحية لواحدة من أبشع جرائم الاغتصاب والقتل على شارع المقاومة ـ هم من أصحاب السوابق. وحسب المصادر نفسها فإن العصابة المتهمة بهذه الجريمة البشعة كانت قد أوقفت وأحيلت من قبل سنتين إلى القضاء، وقد تم الحكم على أفرادها بالسجن لثمان سنوات.
لقد عشنا خلال هذا الأسبوع ظاهرة فريدة من نوعها تستحق التأمل، وأقصد بهذه الظاهرة أننا أجبرنا على أن نوزع تعاطفنا وتضامننا ـ وربما بالتساوي ـ بين مدن وقرى في الداخل تكاد تغرق، وعاصمة كاد أن يهلكها العطش.
كان علينا في هذا الأسبوع أن نتضامن وبشكل متزامن مع الغرقى في الداخل والعطشى في العاصمة نواكشوط!
ذكرني الفيسبوك بمنشور قصير جدا كتبته في مثل هذا اليوم من العام الماضي، وكان التذكير في محله. المنشور كتبته بعد نيل حكومة المهندس اسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا لثقة البرلمان الموريتاني في مثل هذا اليوم من العام الماضي, وهذا نص المنشور : "خلاصة الكلام: من المهم أن تنال الحكومة ثقة ممثلي الشعب، ولكن الأهم من ذلك هو أن تنال ثقة الشعب بنفسه."
لقد أوضحتُ في عدة مقالات سابقة، وبعضها تم نشره من قبل مغادرة الرئيس السابق للسلطة، بأن الرئيس السابق سيخرج من السلطة وهو لم يعد يمتلك أية ورقة ضغط، وبأن الورقة الوحيدة التي ستبقى لديه هي العلاقة القوية التي تربطه بصديقه الرئيس الجديد، ولذا فمن مصلحته الخاصة أن يعمل على تعزيز تلك العلاقة وعلى تقويتها، ولكن الذي حصل بعد ذلك كان أقرب إلى هدم الثقة وإضعا
تعددت الآراء حول إطلاق سراح الرئيس السابق والسماح له بالعودة إلى منزله مع وضعه تحت المراقبة المباشرة، وذلك بعد انتهاء مدة الحراسة النظرية، والتي تصل إلى 48 ساعة قابلة للتمديد مرتين بالنسبة لجرائم الفساد ( المادة 27 من قانون مكافحة الفساد).
يبدو أن دافيد راجو ـ ولن أصفه هنا لا بالمحام ولا بالسيد ـ لا يعرف كيف يضبط حديثه، ولذا فقد جاء مؤتمره الصحفي الذي عقده داخل منزل الرئيس السابق مليئا بعبارات مستفزة، لم يكن من المتوقع أن تصدر من رجل قانون يتحدث في بلد غير بلده.
فبأي حق يسيء هذا ال"دافيد راجو" لقضائنا، فيصف ما جرى حتى الآن بأنه "مهزلة قضائية"؟
قد لا يدرك الكثير من متابعي الشأن العام أهمية تحقيق تناوب آمن على السلطة في بلد كبلدنا، والذي يوجد في منطقة تعاني بعض دولها من عدم استقرار سياسي وأمني يشتد خطورة وتعقيدا مع كل عملية انتقال للسلطة من رئيس إلى آخر.