لدي بعض الانشغالات في هذه الأيام تحد من التعليق على الأحداث الجارية، ولكن لقاء السفير والوزير السابق (إسلكو) برئيس الجمهورية، وما أثاره من نقاش واسع في مواقع التواصل الاجتماعي جعلني أفكر في نشر تعليق سريع حول هذا اللقاء.
لقد تعودنا في هذه البلاد على الفوضى والتسيب الإداري وانتهاك القوانين، ويتساوى في ذلك الموظف السامي والمواطن العادي؛ المتعلم والأمي؛ الغني والفقير؛ الشيخ الطاعن في السن والطفل الصغير.
كانت انطلاقة الحملة من خلال عريضة مطلبية وقعها ما يقارب 700 موريتاني من مختلف الأعمار والشرائح والاهتمامات، وحاولت هذه العريضة أن تقدم الدعم المعنوي للجنة التحقيق البرلمانية التي كانت تتعرض في تلك الفترة لحملة تشويه واسعة، كما تقدمت هذه العريضة بأربعة مطالب، وهذا نص العريضة:
تبين الأرقام والإحصائيات المتداولة بأن اللغة الفرنسية في تراجع مستمر، وأنها لم تعد لغة تواصل عالمي أو لغة علوم، بل أصبحت مجرد لغة للفرنسيين وقليل ممن لا يزال يدور في فلك فرنسا، وربما يتخلى عنها الفرنسيون أنفسهم في السنوات والعقود القادمة، وقد بدأت بعض ملامح ذلك التخلي تتجلى.
صادق مجلس الوزراء في بيانه الأخير على مشروع قانون جديد للجمعيات، وقد شكل هذا القانون مطلبا رئيسيا لنشطاء المجتمع المدني خلال السنوات الماضية. بعد عرض مشروع هذا القانون على البرلمان والمصادقة عليه سيكون التصريح بإنشاء جمعية يكفي ويغني عن طلب الترخيص ومشاكله المعقدة.
يشرفني بمناسبة بدء امتحانات الباكالوريا أن أعلن لتلاميذ ثانويتي العريقة عن عدد من الجوائز المعتبرة التي ستقدم هذا العام على نفقة عدد من التلاميذ القدامى لصالح المتفوقين من تلاميذ الثانوية في هذا العام.
حسب ما نشرته بعض المواقع الإخبارية نقلا عن مصادر أمنية فإن المتهمين بجريمة اغتصاب وقتل الفتاة "لميمة" ـ والتي كانت ضحية لواحدة من أبشع جرائم الاغتصاب والقتل على شارع المقاومة ـ هم من أصحاب السوابق. وحسب المصادر نفسها فإن العصابة المتهمة بهذه الجريمة البشعة كانت قد أوقفت وأحيلت من قبل سنتين إلى القضاء، وقد تم الحكم على أفرادها بالسجن لثمان سنوات.
لقد عشنا خلال هذا الأسبوع ظاهرة فريدة من نوعها تستحق التأمل، وأقصد بهذه الظاهرة أننا أجبرنا على أن نوزع تعاطفنا وتضامننا ـ وربما بالتساوي ـ بين مدن وقرى في الداخل تكاد تغرق، وعاصمة كاد أن يهلكها العطش.
كان علينا في هذا الأسبوع أن نتضامن وبشكل متزامن مع الغرقى في الداخل والعطشى في العاصمة نواكشوط!