تصلني من حين لآخر ملاحظات من بعض القراء الكرام يرى أصحابها بأن هناك تغيرا ملحوظا في مضامين ما أكتب، ويرى هؤلاء بأني أصبحتُ أركز على إيجابيات النظام أكثر من سلبياته، وذلك على العكس مما كان في السابق حيث كنتُ أركز على سلبيات النظام أكثر من إيجابياته.
السيناتور ولد غدة ـ ولمن لا يعرفه ـ هو من المكونة التي يتهمها النائب بيرام بممارسة "الآبارتايد العروبي الإسلامي"، بل أكثر من ذلك، فهو ابن عم الرئيس الذي حرمه ظلما وعدوانا من الترشح لمقعد نائب.
يحاول البعض أن يقول بأن العنصرية هي التي كانت وراء فشل الدولة الموريتانية في القضاء على الغبن الاجتماعي، ويرى هؤلاء بأن الدولة الموريتانية هي دولة شريحة واحد
نعم إنه من دواعي الاطمئنان أن ترى موريتانيا مصغرة أينما وليت وجهك: أن تراها في قصور الأغنياء وأكواخ الفقراء، في هرم الوظائف وأدناها، في صفوف القادة وجماهير المناضلين، في علية المجتمع وعامته، في المنتخب الوطني في وفرق الرماية التقليدية.
مع مطلع شهر نوفمبر من العام 2014 وصل عدد كبير من الحراس إلى مشارف العاصمة نواكشوط قادمين من ازويرات في مسيرة راجلة، وكنتُ من الذين استقبلوهم وكتبوا عن معاناتهم وظلوا يترددون عليهم في مكان اعتصامهم الذي قضوا فيه شهرا ونصف شهر دون أن يسمح لهم بدخول العاصمة ودون أن يستجاب لمطالبهم.
في العام الماضي خاض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حملات شرسة جدا ضد المبادرات الداعية لانتهاك الدستور من خلال المطالبة بالتمديد للرئيس السابق، وأذكر بأن تلك الحملات شهدت ظاهرة لافتة للانتباه تمثلت في إعداد تقارير نارية من طرف بعض أبناء الولايات ضد أطر ووجهاء ولاياتهم الذين شاركوا في تلك المبادرات.
لا يمكن أن نتحدث عن أي إصلاح أو تنمية في ظل هذه الفوضى العارمة التي نعيشها على هذه البقعة من الأرض. إنها فوضى عارمة في كل المجالات، وفي كل تفاصيل حياتنا اليومية: فوضى في الممارسة السياسية؛ فوضى في الفتوى؛ فوضى في الصحافة والتدوين؛ فوضى في منح الألقاب والأوسمة، فوضى في الإدارة؛ فوضى في حركة السير.