يبدو أن دافيد راجو ـ ولن أصفه هنا لا بالمحام ولا بالسيد ـ لا يعرف كيف يضبط حديثه، ولذا فقد جاء مؤتمره الصحفي الذي عقده داخل منزل الرئيس السابق مليئا بعبارات مستفزة، لم يكن من المتوقع أن تصدر من رجل قانون يتحدث في بلد غير بلده.
فبأي حق يسيء هذا ال"دافيد راجو" لقضائنا، فيصف ما جرى حتى الآن بأنه "مهزلة قضائية"؟
قال دافيد راجو في مؤتمره الصحفي بأن توقيف الرئيس السابق يشكل خرقا سافرا للدستور الموريتاني، وبأن الرئيس السابق يتمتع بالحصانة.
كان على دافيد راجو أن يتقدم بحجج قانونية للرد على الخبير القانوني محمد محمود ولد محمد صالح، الذي فصل في الأمر، وقد قال في ندوة استضافته فيها حملة "معا لمحاربة الفساد" بأن الأفعال المندرجة في الصلاحيات الدستورية للرؤساء لا يمكن أن يسألوا عنها عندما يغادرون السلطة إلا في حالة الخيانة العظمى وأمام محكمة العدل السامية . أما الأفعال التي لا علاقة لها بالصلاحيات الدستورية لرؤساء الجمهورية، فهذه يمكن أن يسأل عنها أي رئيس سابق أمام القضاء العادي.
وما تم توقيف الرئيس السابق بسببه يدخل في هذا الصنف الأخير، في حين أن كل ما يتعلق بالصنف الآول كملف "جزيرة التيدرة" فقد تم تأجيله إلى ما بعد تشكيل محكمة العدل السامية.
قال دافيد راجو بأنه سيحتج أمام السلطات الموريتانية والفرنسية ..بخصوص السلطات الفرنسية فإن السؤال هنا هو : هل الحكومة الفرنسية هي التي بعثت دافيد راجو ليدافع باسمها عن الرئيس الموريتاني السابق؟ فإذا كان الأمر كذلك فمن حق دافيد راجو أن يبلغ السلطات الفرنسية بأية عراقيل يلقاها خلال تأديته لهذه المهمة التي كلفته بها الحكومة الفرنسية. أما إذا كان قد جاء هنا في إطار عقد خاص للدفاع عن زبون يحمل صفة رئيس سابق، ففي هذه الحالة فسيكون السؤال المطروح : ما دخل الحكومة الفرنسية في هذا الموضوع؟
لم تتوقف أخطاء دافيد راجو عند هذا الحد بل طلب من رئيس الجمهورية بأن يتدخل في ملف قضائي، وأن يأمر ـ وبشكل فوري ـ بإطلاق سراح الرئيس السابق.
هل يستطيع دافيد راجو بأن يطلب من الرئيس الفرنسي أن يتدخل في ملف قضائي؟ ولماذا يتجاوز دافيد راجو كل حدود اللباقة والضيافة فيتحدث عنا ومن داخل بلدنا بهذه اللغة الاستفزازية والتي لا تخلو من نبرة استعلاء واستعمار؟
ليعلم دافيد راجو بأنه مجرد محام فرنسي مغمور متعاقد مع رئيس سابق، ولا يجوز له ـ بأي حال من الأحوال ـ أن يتحدث عن قضائنا بلغة مستفزة كتلك التي تحدث بها في مؤتمره الصحفي الذي نظمه داخل منزل الرئيس السابق.
حفظ الله موريتانيا...
محمد الأمين ولد الفاضل