زغاريد سفيرة موريتانية.. تُعيد جدل المهنية الديبلوماسية الى الواجهة

في أديس أبابا، حيث تضج قاعات القمم الإفريقية بالأصوات الرصينة، والخطابات المحسوبة بدقة بروتوكولية، انطلقت زغرودة كسرت قواعد الصمت. لم يكن الأمر عادياً، فالتي زغردت ليست سوى سفيرة موريتانيا لدى الاتحاد الإفريقي، خديجة أمبارك فال، ولم يكن الموقف مجرد لقاء اجتماعي، بل كان حفل تسليم رئاسة الاتحاد من رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الرئيس الأنغولي جواو لورينسيو، لحظة دبلوماسية مهيبة، يُفترض أن تتلون بألوان البرود الدبلوماسي لا الحماسة الشعبية.

 

حين أنهى الرئيس غزواني كلمته، وبدأ التصفيق يملأ القاعة، انطلقت زغرودة السفيرة، مدويةً في أروقة الاتحاد الإفريقي، لتُثير جدلاً امتد من أديس أبابا إلى نواكشوط، ومن شاشات التلفزة إلى وسائل التواصل الاجتماعي. 

 كانت لحظة تحمس، كما بررها البعض، وانفلاتاً عن المألوف، كما رآها آخرون. لكن، في المحصلة، لم يكن ممكناً تجاهلها.

 

 

في عالم الدبلوماسية، حيث تُقاس المواقف بالسانتيم ، وتُوزن الكلمات بالقيراط، جاءت زغرودة السفيرة الموريتانية كحجر ألقي في ماء راكد.

وبين من رأى فيها لحظة صادقة تنتمي لروح إفريقيا وتقاليدها، ومن اعتبرها خروجًا غير محسوب عن تقاليد العمل الدبلوماسي، يبقى الثابت أن صوت خديجة أمبارك فال لن يكون مجرد صدى عابر في أروقة الاتحاد الإفريقي.

ربما كانت زغرودتها لحظة شخصية، وربما كانت تعبيرًا عن فرحة وطنية، لكنها في النهاية دخلت أرشيف القمم الإفريقية كصوت خارج عن المألوف، لا يمكن تجاوزه، ولا يمكن نسيانه.

 

قبس

أحد, 16/02/2025 - 12:24