
تزاحمت الاحداث اقليمياً ودولياً خلال الاسبوعين الماضيين ابتداءأ من زيارة بنيامين نتنياهو الفاشلة لواشنطن والتي سيكون لها تداعيات ملموسة مستقبلاً وغير سارة لنتنياهو وعصابته من الارهابيين والذيننجحوا بتفوق في نبذ وعزل الكيان الصهيوني دولياً الى حد بعيد ونجحوا أكثر في كشف حقيقة هذا الكيان الاجرامي وزيف ادعاءاته منذ نشأته بأنه ضحية والكشف عن وجهه البشع وانه في الحقيقة كيان ارهابي مرعب ومخيف يستسيغ دماء البشر ولا يقيم وزناً للانسان وعدواً للحياة والانسانية ومروراً بجرائم هذا الكيان المروعة اليومية بحق اهلنا في قطاع غزة المنكوب بما ذلك قتل عشرات المدنيين العزل الابرياء من اطفال ونساء ومحاصرة ما تبقى على قيد الحياة هناك وحرمانه من ضرورات الحياة من غذاء وماء ودواء وكهرباء واتصالات والتفنن في قتلهم وتدمير اطلال بيوتهم وخيامهم واماكن لجوئهم ومشافيهم ومدارسهم وكل مرافقهم والدوام على اذلالهم وترويعهم وتكرار اجبارهم على النزوح من مكان لاخر بوتيرة يومية تقريباً واطلاق العنان للطائرات الحربية المرعبة بكافة انواعها لنشر القتل والموت ناهيك عن ضوضائها المخيفة على مدار الساعة لزعزعة استقرار اهل القطاع وزرع الخوف الدائم في نفوسهم وعدم الشعور بالامان امعاناً في كسر ارادتهم والهدف الصهيوني واضح كالشمس, دفع اهل قطاع غزة للاعتقاد ان القطاع لم يعد صالحاً للحياة كونه اصبح غير امن ويفتقر لكل مقومات الحياة وبالتالي دفعهم الى الرحيل عن بلادهم وبلاد ابائهم واجدادهم.
وكان من ابرز الاحداث زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لمصر واجتماعه بالرئيس المصري ودعوة العاهل الاردني للاجتماع وتلقيهم مكالمة هاتفية خلال هذا الاجتماع من الرئيس الامريكي دونالد ترامب,ومن ثم قيام الرئيس ماكرون برفقة الرئيس السيسي بزيارة لضحايا المجازر الصهونية المروعة من جرحى اهالي قطاع غزة الذين يتلقون العلاج في مصر, ولم يكن صدفة ان ماكرون اطلق تصريحاً تاريخياً عقب ذلك الاجتماع وتلك الزيارة بعدة ايام فقط ان فرنسا تخطط للاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967 خلال شهر يونيو القادم, مما اثار موجة غضب عارمة في الكيان الصهيوني وخصوصاً نتنياهو الذي كان يعتقد انه نجح في القفز على القضية الفلسطينية وانها باتت في ذمة التاريخ وان العالم بات يقتنع بتبني خرافاته بأن ارض كيانه الغاصب من البحر الى النهر وان الفلسطينيين مجرد اقلية يمكن العطف عليهم بإقامات مؤقتة ضمن شروط اهمها الخضوع والخنوع له ولعصابته, وفجأة ها هي القضية الفلسطينية تقفز لتصبح اهم بند على الاجندة الدولية وتتصدر اهتمامات جميع دول العالم على الاطلاق اعلامياً وسياسياً وعلى كافة الاصعدة, وها هو رئيس دولة من اكبر واهم دول العالم يفاجئ العالم بتصريحه القنبلة بخصوص اعتراف بلاده بدولة فلسطينية كما اشرنا, وهذا الاعتراف له ما بعده ومن المتوقع ان اعتراف دولة بحجم فرنسا (عضو نادي القوى العظمى ودائمة العضوية في مجلس الامن الدولي) سيكون له تداعيات في غاية الاهمية لعل ابرزها جر العديد من الدول للاقتداء بها, اضافة هالة شرعية دولية وازنة وثقل اوروبي هائل للسردية الفلسطينية وتآكل لسردية الطرف الاخر...!!!!
وحدث اخر مهم, عقد الجولة الاولى من المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وايران في العاصمة العمانية مسقط, وكانت نتائجها ايجابية وفقاً لتصرحيات الطرفين, مما خلق حالة من الاحباط في الكيان الصهيوني وخصوصاً نتنياهو الذي خصص جل وقته وجهوده طيلة نحو ثلاث عقود لمحاربة ايران وتدمير برنامجها النووي, مما دفعه لكتم انفاسه اثناء زيارته الاخيرة لواشنطن عندما كشف الرئيس الامريكي ترامب ان الولايات المتحدة قررت التفاوض مع ايران حول ملفها النووي وانه تقرر توقيت ومكان انعقاد اولى الجولات وهذا الخبر نزل كالصاعقة على نتنياهو وهو الذي يمني نفسه بضرب المنشآت النووية الايرانية وتدميرها, الا ان ترامب كان له رأي اخر.
ولكن الحدث الابرز كان الاعصار (الفضيحة) الذي افتعله الرئيس الامريكي دونالد ترامب في الثاني من شهر ابريل الجاري ضرب معظم اركان الكرة الارضية ولكنه كان أشد وطأة على الشعب الامريكي الذي ابتلي بهذا الرجل المتغطرس الذي يرى نفسه انه جورج واشنطن هذا العصر, رسوم ترامب الجمركية هي اكثر ضرراً على الشعب من أي رسوم أخرى في التاريخ الأمريكي الحديث, بل إنها يراها الكثيرون انها أوسع نطاقًا من الرسوم التي فرضت عام ١٩٣٠ وتسببت في تفاقم الكساد الكبير, ويراها بعض الأمريكيين ممن يفكرون في التقاعد أنها تعبث بمقدراتهم التقاعدية وتضر بأوضاعهم الاقتصادية وتزعزع استقرارهمالمالي وتهدد مستقبلهم وظروف حياتهم ومعيشتهم بعد التقاعد وفقاً لتصريحات بعض هؤلاء لشبكة إن بي سي نيوز.
وكان الرئيس ترامب قد زعم في خطاب طويل عريض اعلن فيه عن فرض رسوم جمركية بنسب متفاوتة على صادرات كل دول العالم تقريباً الىالولايات المتحدة بما فيهم اهم حلفاء بلاده دول الاتحاد الاوروبي أعضاء حلف الناتو الذي يعتبر اهم ركائز قوة الولايات المتحدة العسكرية وأحد أهم ادواتها الاستراتيجية للبقاء متربعة على عرش زعامة العالم كقطب وحيد, زعم ان كل دول العالم تقريباً كانت تستغفل وتسرق بلاده وتستنزف ثرواتها طيلة عقود وكاد ان يصورها انها قطة بيضاء وادعة لا حول ولا قوة لها وانها جمعية خيرية تنفق حر مالها على بقية شعوب الكوكب وان كل الرؤساء السابقين فشلوا في انقاذ البلاد من هذا التسيب واهدار تريليونات الدولارات, وانه هو المخلص الذي ارسله الرب ليضع حداً لكل ذلك وان هذا اليوم هو يوم "التحرير" كما اسماه, وانه من الان وصاعداً ستتدفق تريليونات الدولارات على الشعب الامريكي من كل حدب وصوب وانه سيعيش في بحبوحة اقتصادية لم يعيشها شعب اخر على وجه الارض ولا حتى على القمر ولم يشهد لها التاريخ مثيلاً...!!!!!
الرجل لم يخيب الظن به, فقراراته المشبوهة برفع الرسوم الجمركية على كل العالم تقريباً كانت كفيلة بالتسبب بإعصار تجاري ومالي ادى الى نتائج "كارثية" على الاسواق المالية العالمية التي خسرت أكثر من 10 تريليون دولار في 48 ساعة فقط,هذا وكان ملفتاً ان الخصم اللدود لحلفائه الاوروبيين (أعني روسيا) لم تمسها الاعيب ترامب لا من قريب او بعيد.
ومن الجدير التنويه اليه, ان معظم تلك الخسائر المرعبة تكبدتها الاسواق الامريكية وفقاً لتقرير نشرته وكالة بلومبيرغ, وتوخياً للدقة فان غالبية الشعب الامريكي (الطبقة الدنيا والمتوسطة) حملة الاسهم والتي في اغلبها حقوق تقاعدية هم اكبر الخاسرين من هذه القرارات التي يشتبه الكثير من المختصين بينهم اعضاء في الكونجرس بأنها "مفتعلة ومتعمدة لاهداف شخصية" وذهب بعض المختصين ابعد من ذلك واطلق عليها صفة "الكارثية".
خسر معظم افراد الشعب الامريكي نحو 30% من قيمة مدخراتهم التقاعدية والتي غالبيتها ان لم يكن كلها على شكل اسهم اوراق مالية, وقدرت بلومبيرغ هذه الخسائر بأكثر من خمسة تريليون دولار وهذه المبالغ الفلكية ذهبت لجيوب المقربين لترامب الذين حثهم هو نفسه على الشراء عند انهيار الاسواق وانخفاض اسعار الاسهم في تغريدته (الفضيحة) على منصته تروث سوشيال, ومن ثم تأجيل تطبيق فرض الرسوم الجمركية الجديدة على دول العالم (باستثناء الصين) مما ادى الى تعافي الاسواق وارتفاع اسعار الاسهم ولكن بعدما تسبب في خسارة كارثية لمعظم الامريكيين الذين سارعوا للتخلص من اسهمهم التي انهارت اسعارها ببيعها بارخص الاثمان في محاولة منهم لانقاذ ما تبقى من قيمتها.
ترامب والذين قصدهم في تغريدته الفضيحة (افراد عائلته والمقربين منه)هم الذين اشتروا كميات هائلة من الاسهم وقت هبوط اسعار الاسهم ومن ثم باعوها بعد تعافي الاسواق, يعني الخمسة تريليون دولار التي خسرها أفراد الشعب الامريكي من مدخراتهم ومعاشاتهم التقاعديةانتقلت بين عشية وضحاها الى جيوب ترامب وحاشيته, حصة ترامب الشخصية في الشركة القابضة المالكة لمنصة تروث سوشيال ارتفعت بقيمة 500 مليون دولار خلال نحو 48 ساعة فقط وفقاً لبلومبيرغ.
هذه القضية باتت تتداول في اروقة الكونجرس على نطاق للتحقيق ما اذا كانت الرسوم الجمركية التي اعلنها ترامب مفتعلة ؟ وهل كان ينوي او يعرف انه سيؤجل تطبيق التعرفة الجمركية على دول العالم بعد يومين وهل حاشيته والمقربون منه كانوا يعرفون ذلك ام لا...؟؟؟ القضية تتفاعل واغلب الظن انها مرشحة لمزيد من التفاعل بل للانفجار.
من نافلة القول ان قرارات ترامب المفتعلة كانت بمثابة كارثة بمعنى الكلمة على كافة الشركات والاسواق الامريكية كما اشرنا والتي خسرت تريليونات الدولارات فور اعلان ترامب عن قرراته العجيبة, على سبيل المثال لا الحصر, شركة تسلا التي يمتلك معظم اسهمها (ايلون ماسك) الذي عارض قرار ترامب رفع الرسوم الجمركية رغم انه احد اهم المقربين منه, فقدت شركته حوالي 100 مليار دولار من قيمتها في الايام القليلة الماضية نتيجة انهيار الاسواق المالية في الولايات المتحدة على اثر رفع الرسوم الجمركية, خسرت الشركة حوالي 8% من قيمتها السوقية والتي تجاوزت التريليون دولار في نوفمبر الماضي بعيد الاعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الامريكية الاخيرة والتي راهن خلالها ماسك على فوز دونالد ترامب ووقف الى جانبه بكل قوة بما في ذلك دعم حملتهالانتخابية بحوالي 120 مليون دولار واثمر رهان ماسك حينها على فوز ترامب بإرتفاع حاد في قيمة أسهم شركته تسلا التي قفزت بنسبة 15%، خلال 24 ساعة التي تلت الاعلان عن فوز ترامب لتزيد ثروته بين ليلة وضحاها بنحو 30 مليار دولار، لتقترب من 300 مليار دولار، وفقًا لمؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات.
على اثر هذه الهزة العنيفة التي تعرضت لها اسهم تسلا, وردت تقارير تشير الى خلافات بين ايلون ماسك من جهة وبين مسشار ترامب للشؤون الاقتصادية الدكتور بيتر نافارو ووزير تجارته هوارد لوتنيك من جهة اخرى.
نافارو الاب الروحي الفعلي للتعريفات الجمركية التي اعلنها ترامب وصاحب كتاب "الموت بالصين" صرح لمحطة سي سي ان ان التعريفات الجمركية ستأتي ثمارها في نهاية المطاف, مما اثار حفيظة ماسك الذي قال في تغريدة له (حذفها لاحقاً) على موقع اكس الذي يمتلكه قاصداً الغمز في قناة نافارو "ان الدكتوراه في الاقتصاد من هارفارد ليس شيئاًجيداً بل يدعو الى الغرور" واضاف "ان نافارو لم يكون شيئاً وانه احمق"
نافارو لم يتأخر في الرد على ماسك, فقال عنه في مقابلة مع شبكة «سي إن بي سي» يوم الاثنين السابع من ابريل الجاري "ان ماسك ليس صانع سيارات بل مجرد «مجمّع» للسيارات، وأن مركباته تتكون من أجزاء كثيرة يتم استيرادها من الخارج".
بدوره قام ماسك بالرد على نافارو في منشور اخر على منصة اكس قائلاً "ان نافارو أحمق حقيقي, تسلا تصنع السيارات الاكثر امريكية, ما يقوله هنا يمكن إثبات بطلانه بسهولة, انه اغبى من كيس حجارة".
اما الوزير لوتنيك الذي يعتبر كبير مهندسي الرسوم الجمركية الجديدة فهو ملياردير له استثمارات في حوالي 800 شركة متنوعة في مجالات مختلفة مثل شركات التقنية العالية والخدمات المالية والسياحية والطبية وغيرها.
من جهته يرى ترامب بأن رفع الرسوم الجمركية على الصادرات الى الولايات المتحدة سيجبر الشركات والمصانع على نقل مقراتها وخطوط إنتاجها إلى داخل الولايات المتحدة، مما سيخلق العديد من الوظائف وفرص العمل, في حين ان مستثمرين ورجال الأعمال يروا العكس, وأن رفع الولايات المتحدة للجمارك على وراداتها سيؤدي على الأرجح إلى ارتفاع الأسعار والتضحم وربما ركود تضخمي وهو اقسى انواع الركود.
أخر الكلام:
الاوضاع الكارثية التي يفرضها الكيان الصهيوني على اهلنا في قطاع غزة بقوة الحديد والنار تحت طائلة اصناف من الارهاب والاجرام والترويع لم تشهد البشرية لها مثيلاً (قتلاً, موتاً, قصفاً, حرقاً, عطشاً, جوعاً, برداً, مرضاً, دمارأ, نزوحاً, قهراً), بهدف صهيوني واضح.... إلغاء الانسان الفلسطيني من الجغرافيا وشطبه من التاريخ.
هذا الواقع المروع لم يترك للفلسطيني ترف الاختيار, لم يعد امامه خيارات, الفلسطيني (خصوصاً على المستوى الرسمي) اذا ما اراد ان يحافظ على ما تبقى لديه من فتات الحياة عليه تسخير كل ما لديه من مقدرات وامكانيات وبكافة الوسائل والسبل لكسر هذا الواقع الجهنمي الذي يعمد الكيان الصهيوني على تكريسه بشكل دؤوب وبدعم هائل من الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة وعملائها في المنطقة.
قطاع غزة يخضع لحصار صهيوني صارم لأكثر من 18 عاماً شهد خلاها عدة حروب اخرها مستمرة منذ عام ونصف تقريباً قام الكيان الصهيوني بقتل اكثر من 60 الف وجرح نحو 190 الف اي أكثر من 10% من اهل القطاع حوالي 80% منهم من النساء والاطفال والمسنيين بالاضافة الى تدمير حوالي 85 الى 90% من بيوت ومباني القطاع بما في ذلك المشافي والمدارس والجامعات والمقابر ودور العبادة ومقار المنظمات والهيئات الدولية وشبكات الاتصالات والمياه والكهرباء والطرق حتى الخيام التي تأوي ما تبقى من اهالي غزة.
الامر لا يختلف كثيراً في الضفة الغربية, تقوم العصابات وقطعان الارهابيين الصهاينة بحماية ودعم الجيش والشرطة الصهيونيين بانتهاك حرمة المسجد الاقصى المبارك يومياً, كما يقوم هؤلاء المجرمين باقتحامات متكررة شبه يومية في مدن الضفة وقراها ومخيماتها, كما تقوم القوات والعصابات الصهيونية بالهجوم شبه اليومي على الفلسطينيين في بيوتهم وارضهم بهدف ترويعهم وتشريدهم وابعادهم عن بيوتهمواراضيهم ومزارعهم بهدف سرقة البيوت او هدمها والاستيلاء على الاراضي واتلاف المزروعات وتهويد الاحياء والبلدات.
لا اعرف لماذا يخالجني شك وريبة من الحراك السياسي والدبلوماسي الامريكي النشط في المنطقة وبوتيرة زائدة عن المعتاد, وزير الخارجية, مستشار الامن القومي, مبعوث الرئيس الامريكي لشؤون الرهائن, نائبة مبعوث الرئيس الخاص للسلام للشرق الاوسط (يهودية شديدة التطرف وتجاهر بذلك بلباسها وتصريحاتها), المبعوث الشخصي للرئيس وغيرهم وغيرهم وغيرهم, وصولاً الى ترامب نفسه الذي اعلن انه سيأتي الى المنطقة هو الاخر.
هذا الحراك الامريكي النشط وغير المسبوق في المنطقة يعكس مدى اهمية تلك المنطقة للولايات المتحدة.
المصيبة ان هذه المنطقة قد إبتليت بالاطماع الصهيونية وقدر الفلسطينيين انهم كانوا ضحية لهؤلاء الصهاينة الذين يتحكمون في مفاصل السلطة والنفوذ في العالم عن طريق سيطرتهم على دوائر صنع القرار ورسم الاستراتيجيات في اقوى دول العالم وجعل دعم ومساندة الكيان الصهيوني في صدر هذه الاستراتيجيات وخصوصاً الولايات المتحدة القطب الاوحد الذي يخضع له معظم دول العالم وخصوصاً في الشرق الاوسط, وليس سراً القول ان هؤلاء الصهاينة يسخرون كل مقدرات وقوة الولايات المتحدة وخصوصاً العسكرية والامينة والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعلمية والصناعية لخدمة الكيان الصهيوني والملفت ان الرؤساء الامريكيين يسارعون لتقديم فروض الولاء والطاعة للكيان الصهيوني شبه صاغيرن (رغم عدم قناعاتهم), ولكن على قاعدة مجبراً اخاك لا بطل.
واخيراً اخشى ما اخشاه ان يكون ترامب ونتياهو قد عمدوا الى تضليل العالم والتظاهر انهم اختلفوا اثناء زيارة الاخير للبيت الابيض وان الرجلين في الخفاء قد اتفقا على ضرب ايران بقوة وان كل ما تروج له وسائل الاعلام حول فشل الزيارة هو امعان في تضليل الايرانيين وحثهم على الاسترخاء وعدم الاستعداد ليتمكن الامريكان والصهاينة من تنفيذ مخططهم بسهولة ويسر وبدون مخاطر.
امل ان لا يغفل الايرانيون عن مثل هذا السيناريو وعلى الارجح انهم لن يغفلوا.
د. سمير الددا