ما زال مستوى التعاطي الإعلامي مع الموجة الارتدادية الثانية لجائحة "الكوفيد 19" ضعيفا ويفتقرا إلى العلمية والصرامة في الشكل والمضمون على الرغم من المحاولات "المكلفة" من الميزانية العمة للدولة في "خواء التخطيط" وغياب "استشراف النتائج".
إذا كان من المسلم أن نجاح مسار الأمم الوجودي المتوازن في هذا العصر يرتبط بالتعليم ومستوى وخرجاته، فإنه في هذه البلاد عرف انتكاسة كبيرة خلال العشرية المنصرمة مما ألقى بظلاله على مسارها التنموي وأحوال المواطن وخلق التباين وعمق الفوارق بين شرائح المجتمع ومكوناته حتى ضجت الساحة السياسية والحقوقية بالخلافات العميقة.
إن كثير الدلائل التي تشير إلى أن ضعف مسار البلد وتأخره، عن الركب الأممي عموما والإقليمي ولانتماءاتي خصوصا، تعود بالأساس إلى خور النخب القيادية والفكرية وانزياحها بزاوية مفتوحة بعيدا عن أدوارها الطبيعية على النقيض تماما من جميع نخب العالم في بلدانها وإن تباينت باختلاف البلدان ومشاربها السياسية وأبعادها العقائدية والنفسية والفلسفية، وفي مستويات الأدوار
إن الخطاب النقدي جزء لا يتجزأ من الواقع الثقافي القويم، وغيابه يعني حتما نضوب منابع العطاء والإبداع وأفول النخب بعد العجز عن الإنتاج ولعب الأدوار المنوطة بها على اخلافها وتكاملها.
لا شك أن الأوبئة ترهق الشعوب، تضعف مسارات بلدانها التنموية، فتقلص نشاطاتها الاقتصادية لتكسد منتوجات صناعاتها وتنحسر التصديرات لتزيد حظوظ الفقر بين أوساطه وينصب أكبر اهتمامات الحكومات على الشأن الصحي لتفادي انتشار الوباء وتطويقه بسرعة. وهو الجهد الذي أخذ من الميزانيات قسطا كبيرا يصعب في ظل المرحلة تعويضه.
وأخيرا عقد ولد عبد العزيز مؤتمره الصحفي محاطا بقلة من "الاصحاب" وأمام حشد كبير من الصحافة الوطنية والدولية في أجواء من الحرية التامة. المؤتمر نقلته قناتا "الساحل" و "شنقيط" الموريتانيتان لكل البيوت وإلى العالم ودام أكثر من ساعة.
لا شك أن الدولة الموريتانية تتجه بخطى غير مسبوقة إلى دولة القانون التي "تعاقب" و"تثيب"، دولة المؤسسات الديمقراطية التي تحترم وتؤدي أدوارها مسؤولياتها عن تنظم الحياة السياسية ومراقبة الحكومة في أدائها وتعاملها مع الشأن العام ومنه بالأساس مال الخزينة العامة الذي تتوقف عليه كل عملة تنمية البلد بجميع أوجهها من التعليم والصحة إلى الزراعة والاقتصاد، إلى ال