صرح السيد أحمد ولد تكدي، وزير الشؤون الخارجية الموريتاني الأسبق في حفل افتتاح "منتدى الأمن بالشرق الأوسط" الذي استمر يومين في بكين، قائلا بأن "كلا من الصين وروسيا قد استفاد من المشاعر المعادية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، لأن النخب الحاكمة والناس العاديين يأملون في رؤية بديل للهيمنة الأميركية".
وأضاف وزير الخارجية الموريتاني الأسبق في كلمته بالمناسبة، بأن الجوهر الثابت لعوامل التوتر وانعدام الأمن والإستقرار في منطقة الشرق الأوسط يظل مرتبطا بشكل وثيق بقضية فلسطين، حتى بعد مرور سبعين سنة على اغتصابها، وبآفاق الصراع العربي/الصهيوني بعد قيام دولة إسرائيل، وما تلا ذلك من مغامرات الحرب ومحاولات السلام. أما الأعراض المتغيرة لذلك الجوهر الثابت فهي تظهر وتختفي من خلال كل التطورات والتحولات والأزمات والصراعات التي تشهدها المنطقة حاليا أو في المستقبل المنظور.
وأكد أحمد ولد تكدي بأن منطقة الشرق الأوسط لم تعرف الهدوء والاستقرار منذ تاريخ طويل، خاصة بعد اكتشاف النفط فيها سنة 1944، وقيام إسرائيل سنة 1948، ثم بعد ذلك، حرب الخليج أو عاصفة الصحراء سنة 1991. أما بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، ثم انتفاضات الربيع العربي سنة 2011، فقد شهدت المنطقة تحولاً جذرياً هائلا.. وانضافت إلى الصراعات القديمة نزاعات أخرى جديدة مدمِّرة. وأصبحت الوضعية أكثر تعقيدا..
لكن، منطقة الشرق الأوسط تحولت- في أقل من عقد من الزمن- من منطقة كانت فيها الولايات المتحدة مُهيمِنة بشكل كبير، إلى وضع أصبحت فيه روسيا والصين في وضع يمكِّنُهما من التنافس مع الولايات المتحدة على النفوذ في المنطقة. فقد دخل الروس إلى المنطقة من بوابة الحرب الأهلية السورية، وأخذوا مواقعهم.. ومع استمرار الاستثمار الصيني في البنية التحتية للموانئ (مضيق هرمز، ومضيق باب المندب، قناة السويس، حيفا)، ونقاط التفتيش الإستراتيجية، ربما يتجه المسعى الصّيني في نهاية المطاف نحو الوصول العسكري في المنطقة، كما حدث في جيبوتي، حيث أنشأت الصّين هناك قاعدة عسكرية.
ولا يزال الشرق الأوسط يمثل مشهداً مُزدحماً من الناحية الإستراتيجية في نظام عالمي مترابط بشكل متزايد. إنه يحتوي على أكثر من نصف احتياطي النفط في العالم، بالإضافة إلى غِناه بالغاز الطبيعي والمعادن. وفي حين أصبحت الولايات المتحدة مستقلة بموضوع الطاقة، لا يزال لديها مصلحة راسخة في حماية تدفقات الطاقة في منطقة ليست حيوية للاقتصاد العالمي فقط ولكن أيضاً لحلفائها.
أما بالنسبة للصين، فيأتي ظهورها المتزايد ومثابرتها في تعزيز علاقاتها بالعالم من خلال المشروع العملاق المسمى "طريق الحرير والحزام" ليُجسِّدَ طموحاتِها العالمية لتَحدّي النظام الدَّولي الذي يقوده الغرب، عبر غزو بكين لبعض المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة، وبعض دول الشرق الأوسط التي تعاني من ضعف السيولة النقدية، وذلك من خلال مَحَافِظ الاستثمار وإعادة البناء ضمن نطاق رؤية الصّين "حزام واحد وطريق واحد".
المرفقات:
صور الوزير أحمد ولد تكدي مع كل من السادة:
- وانغ يي، مستشار الدولة/وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية،
- الأمير تركي الفيصل، مدير السفير السعودي السابق في أبريطانيا والولايات المتحدة،
- يينغ يونغ، عمدة مدينة شانغهاي؛
- إياد علاوي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق،
- جواد العناني ، رئيس وزرا الأردن الأسبق.