أدرك الإنسان أن الظواهر في الطبيعة تبدو وكأنها تتكرر وفق سنن ثابتة، وأن العقل والحواس وتكرار الملاحظة توصل عنها إلى علم مفيد يتقاسم. ثم أدرك أن الحواس التي تقيدها حدود الزمان والمكان وتقصر عن الكنه وتتقاصر عن بعض التفاصيل، قد تخدع أيضا.
إذا اعتبرنا تضخما متوسطا خلال العقود الماضية بحدود ستة أعشار العشر، فإن القيمة الابتدائية لجائزة شنقيط تعدل اليوم ما يزيد على عشرين مليون أوقية قديمة، أي أنها فقدت، وهي لم تبلغ بعد خمسا وعشرين حجة، ثلاثة أرباع قيمتها. بسرعة التشايخ هذه، يُخشى أن يحصل الاعتقاد بأن جائزة العلم ليست من معدن نبيل.
طورت إفريقيا أنظمة هجينة، لا هي ديكتاتورية فتخشى ولا هي ديمقراطية فتحترم، أنظمة عاجزة عن العدل، عاجزة عن البناء، عاجزة عن السجن عاجزة عن القتل، فكيف تستقر؟
كان گي مولى (Guy Mollet)يقول عن ميتراه أنه الرجل الذي تعلم أن يتكلم الاشتراكية، في إشارة إلى خلفيته اليمينية واتخاذه اليسار مطية، تنطبق هذه العبارة تماما على الأستاذ جميل فهو الشرائحي الذي تعلم خطاب الإسلاميين، يتخذه مقدمة لإسقاطاته التي لا ترى الفرد إلا من خلال خاناته القبْلية التي لا استحقاق له فيها ولا ذنب.