* في السودان رجل لديه مائة ألف من المقاتلين، يدفع لهم من ماله الخاص ما يزيد على ربع مليار دولار سنويا من الرواتب.
• أعطيت في البلد الفقير المناجم للرجل ليصنع ثروته وجنده، ليكون عونا للرئيس على قادة الجيش، رادعا لهم من التفكير في الانقلاب ومانعا إن هموا بذلك.
• كان الرجل أول المنقلبين على الرئيس لأنه بعد أن تعاظمت ثروته وجنده، أصبحت غايته أن يكون شريكا في السلطة لا مؤتمرا بأمر قائدها.
• تحالف الرجل مع طيف من "التقدميين" الذين يرون في بعض قادة الجيش أمة من الإسلاميين ليكونوا درجه الأخير للانفراد بالسلطة، ولو تحقق له ما يريد لوجدوا على يديه نكبة لم يجدها الإسلاميون على يد حليفهم السيسي في مصر بعد أن عبدوا له آخر الطريق لتمكينه من قيادة المؤسسة العسكرية، النكبة التي لا تزال حتى اليوم تتفطر لها قلوب المناوئين قبل المتعاطفين.
• وجد هارون الرشيد أمة الإسلام موحدة، آمنة، مطمئنة، ولأن العدل بين ولديه أو زوجيه أهم من مصير المسلمين قسم أرض الإسلام بين ولديه، فوضع بذلك أركان حرب حصدت خلقا كثيرا من العرب والعجم، وجعلت ولديه قاتلا ومقتول، وأدت إلى تعاظم الشعوبية، فتعطلت ديناميكية الانصهار وانفرط عقد الأمة تدريجيا، وتغول المعتزلة، فكره الناس العقل لما رأوه من مخرجات عقولهم، ولا يزال عقلاء هذه الأمة حتى اليوم يجهدون في ترميم علاقتها بالعقل، لأن المصالحة مع العقل ركن ركين من أركان التنمية. وضع المعتزلة العقل في مقام لا تستحقه عقولهم.
• هكذا هيأت الانتهازية و غياب أي رؤية متعقلة أركان الحرب التي تحصد الأبرياء في السودان والتي يخوضها رجل ضد أمة، واقعنا ثمرة للقرارات التي نتخذها أو تتخذ باسمنا من طرف فاعلين لا تبرر الحكمة والحرص على المصلحة الجماعية تعرضهم للشأن العام.
وفق الله وأعان
د. م. شماد ولد مليل نافع