غربي باب "الرحمة"، على بعد أميال من موقع آخر معركة خاضها مع ورفقاؤه، يستلقي فتى قمحي البشرة، بعد أن كان أبيضها، يبتسم للأرض ويتلمس مواضع من جسده رطبها عطر لتوه انسكب من حيث لا يدري.
"لمجلس الأمن أن يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير التي لا تتطلب استخدام القوات المسلحة لتنفيذ قراراته (...) ويجوز أن يكون من بينها وقف الصلات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية (...) وقطع العلاقات الدبلوماسية".
في سياقٍ انتخابي عالمي، وخطاب حقوقي متصاعد تشهدهما المنطقة وكبريات دول العالم؛ جاءت انتخابات 29 من يونيو المُنقضي لاختيار رئيس للبلاد، تبدأ مأموريته مطلَع أغشت القادم، بإذن الله.
"حسن" منهمك في ممارسة مهنته، مُعيرٌ جزءًا من انتباهه لمقاطع فيديو يشغلها زميل له بجانبه، صادف سمعه منها شيخاً يلوم العالم العربي والإسلامي على ترك قطاع غزة يواجه الموت منفردا، علق "حسن": "كيف تطلب من دولة آمنة ومستقرة أن تقرر بمحض إرادتها الدخول في حرب؟".
فيما كان العالم يحاول فهم واقع منظومته الدولية بعد صراع محتدمبين "قوى الفيتو" في مجلس الأمن،إثر حرب أوكرانيا؛ إذ طفت من جديدقضية فلسطين ما بعد 7 أكتوبرالماضي على السطح، مشكلة منعرجاهاما وتحديا حقيقيا انضاف لما قبلهوجدد حضور مأساة إنسانية لا تغيبعن الواجهة إلا لتعود مجددا دونحل.
"السيادة الوطنية ملك للشعب الذي يمارسها عن طريق ممثليه المنتخبين وبواسطة الاستفتاء".
"إرادة الشعب هي مناط سلطة الحكم".
في هاتين الجزئيتين من المادتين الثانية، والحادية والعشرين، من الدستور الموريتاني والإعلان العالمي لحقوق الإنسان تواليا؛ تتجلى قيمة واضحة للاقتراع ويتم الربط بقوة بين الثلاثي: الشعب، والسلطة، والاقتراع.