برّت يمينك يا زمان فأبشرِ

"انتهت حرب غزة".. كلٌ ينطقها بما كسب من شحنةِ حُبٍّ أو كره أو لا مبالاةٍ بما كان، غير أن صنف المحبين لحقن دماء أهل غزة وعلو كعبهم؛ صنفٌ حلف الزمان -من قبلُ- ليأتين بأهله.. برَّت يمينك يا زمان فأبشرِ. 

 

على مدى 16 شهرا من الصبر على البلاء؛ واكب الموريتانيون أهل غزة بالرباط في الميادين والجهاد بالمال، وربما بالنفس.. كانت فترة زمنية مفصلية في تاريخ الأمة المسلمة؛ اجتازتها موريتانيا قيادة وشعبا وقبائل وأفرادا بعزة وشموخ وعلو شأن، باتت كل أقطار الأمة المسلمة تغني لـ5 ملايين موريتاني،  بقيت إلى جانب غزة ومقاومتها من اليوم الأول وحتى توقف العدوان. 

 

لن ينسى التاريخ "ذوات الهموم" من مؤسسات حازت رُتبَ السبق، وشخصيات والت الحق، وقبائل حملت المشعل فكانت واجهة أمة ووطن مثلتهما أتم تمثيل، سيخلد كل ذلك التاريخ، ولن يضيع سُدى.. لا يذهبُ العرف بين الله والناسِ. 

 

يفاخر أهل شنقيط اليوم أينما حلوا بطلابها، ونسائها، وشيوخها، وبرلمانييها، ومؤسستَيها الرئاسية والبرلمانية.. نُفاخر في كل محفل أننا لا نغيب عن المشاهد الكبرى، وأن لنا في الحق ونُصرته صولة وجولة؛ بُعدهما غانِي أصيل، وحسّاني تليد، ومُرابِطي مُوحِّد. وحاشى لله أن تُذهب الأيام تلك البركة. 

 

ثم بمقياس الآخرة؛ سلامٌ على من صدق مع الله؛ فبذل من حر ماله، وقاطعَ بُغضا في خالقه، وواغب على حضور المناشط المناصرة للمسلمين، أو أشرف على ذلك أو ساهم فيه.. وسلام ثم تهنئة لأهل الليل، أصحاب الدعاء، المجاهدين الأخفياء. 

 

وسلامٌ على تلك المُسنة التي صادفتني مرة في لقاء عابر عام 2023.. سلامٌ عليكِ أُمّاه يوم ثِقتِ بنصر الله وحملت هم المسلمين. حدثتِني: "منذ بداية الحرب ما نمت في السحر، أبيت أُمد المجاهدين بالحوقلة والهيللة حتى الفجر". 

 

سلام عليك بما صبرتِ فها قد انتصرت غزة. 

 

خميس, 16/01/2025 - 09:32