أعرف دبي جيدا، بكل تفاصيلها العمرانية؛ ابتداء من برج العرب وجميرا... إلى القصيص؛ ومن الحمرية إلى العوير؛ بل أعرف معالم شهيرة ابتلعتها المدينة بشهيتها المذهلة للتطور والعمران؛ مثل دوار الشعلة ودوار الصقر ودوار المركز التجاري... حيث الانطلاق اليوم إلى "عالم أكسبو دبي 2020" المبهر.

الراجح أن الموريتانيين على الأقل صاموا هذا العام يوما من شعبان، لأن الرؤية التي أثبتوها لا تصح في حساب الفلكيين.

ولكن لا بأس فقد رُوي عن علي كرم الله وجهه قوله: "لأن أصوم يوما من شعبان أحب إلي من أن أفطر يوما من رمضان".

ومن هذا الباب اختلاف الفقهاء في إثبات الواحد لرؤية رمضان واتفاق جمهورهم على اشتراط العدد في إثبات شهر شوال!

ظل التيار العروبي الناصري رائدا في تحديث وفرض الهوية الوطنية والعربية الإسلامية في الدولة الموريتانية المستقلة، التي انتهزت فرنسا خلوها من الأطر والكفاءات والتجربة... لتفرض بواسطتها ما عجزت عن فرضه قبلها من هوية ممسوخة، رهينة للغتها الغريبة وثقافتها الخبيثة.

عندما تفخر بما يجب أن تخجل منه... فأنت إذاعة موريتانيا، أو "إذاعة الجمهورية الإسلامية الموريتانية" كما فرض تسميتَها الطويلة مديرُها العام في عهده الثاني من نظامه الثالث!

كان هذا اليوم من سنة ١٩٩٠ يوم شؤم وحمق وجنون من قائد إحدى أكبر وأعرق الدول العربية, الذي كان في أوج عزته وانتصاراته و"خضوع" العرب لزعامته...
فتوجه من تلقاء ذلك كله الى دولة جارة شقيقة وقفت معه وساندته في حروبه وسلمه!

هذا اليوم ليس كئيبا في الذاكرة العربية فقط، بل مؤلم مدمر... 5، 6 حزيران 1967

دولة "الأملاز" ولد داداه أو دولة فرنسا أو دولة إبليس نفسه... لا يهم، بل المهم أنه أصبح في هذه الفيافي كيان معنوي مركزي له الأمر والنهي، باسم المصلحة العامة التي يستوي الجميع ـ نظريا ـ في ظلها.