كان هذا اليوم من سنة ١٩٩٠ يوم شؤم وحمق وجنون من قائد إحدى أكبر وأعرق الدول العربية, الذي كان في أوج عزته وانتصاراته و"خضوع" العرب لزعامته...
فتوجه من تلقاء ذلك كله الى دولة جارة شقيقة وقفت معه وساندته في حروبه وسلمه!
**
يحكى أن أحد المسؤولين السامين في دولة الكويت اتصل بالأمير جابر الصباح, أمير الكويت فجر ذلك اليوم, وأبلغه أن قوات أجنبية ضخمة تجتاح الحدود الكويتية غازية, فقال له:
صلوني فورا بأبي عدي (يعني صدام حسين)!!تلخص هذه الحكاية, النكتة, مأساة ظلم ذوي القربى, عندما يغدر بك ويعتدي عليك من تتوقع أن ينصرك ويدفع عنك الخطر, بحكم علاقة الاخوة والمودة والمعروف التي يعرف منك!
**
كان غزو الكويت مريعا وغريبا في كل شرائع الأرض والسماء, وكان قبل ذلك حماقة وسوء تقدير وإساءة غرور على العراق قبل الكويت!
ومع ذلك دفع الغرور وسوء الحسابات إلى استمرار ذلك الاحتلال وإضاعة كل فرص التراجع والانسحاب... قبل أن يتم تحت الارغام والقهر; هزيمة, لا ترتيبا, تحت نيران قوات العدو... لترتسم تلك اللوحة المفجعة للجيش العراقي على طريق الكويت/البصرة...
ثم تكون النتيجة الفاجعة بالعدوان على العراق نفسه واحتلاله لاحقا وإنهاء نظام القائد بتلك الصورة المأساوية...
أما الكويت التي تعرضت لعدوان شقيق أكبر يروم محوها من الوجود, فقد استعادت وجودها وعافيتها, ومع ذلك ظلت وفية لمبادئها وأمتها وحتى لشعب العراق نفسه.
**
الكويت دولة عربية مسالمة لها السبق والريادة في إرساء نظام خليجي ديمقراطي متقدم على كثير من الانظمة العربية في مجالات الحياة السياسية (النيابية) والصحافة والفن...
وللكويت أياد بيضاء على الدول العربية الفقيرة وعلى الدفاع عن قضية العرب الأولى فلسطين, وهي من الدول القليلة التي ترفض كل أشكال التطبيع مع "إسرائيل", رغم كل الضغوط والتطورات...
وأخيرا يجدر بنا نحن الموريتانيين أن لا ننسى فضائل دولة الكويت على دولتنا, ابتداء من التعريف بها والدعاية لعروبتها في الستينيات (قبل أ تعترف بها الجامعة العربية) ومرورا بمساعداتها الاقتصادية والعلمية والصحية, وانتهاء بتجشم أميرها - دون غيره من زعماء العرب - السفر لحضور مؤتمر القمة العربي في انواكشوط...
كل ذلك رغم الموقف السياسي "اللئيم" للقيادة الموريتانية من الغزو الظالم للكويت!