
توهم المرض..!! أكثر اضطراب نفسي ..يطلق عليه الموريتانيون المجبنه.
هو حالة شبيهة بالوسواس ،يعتقد المريض فيها بشكل غير جازم وقطعي أنه مصاب بمرض معين وعادة مايكون خطيرا.
وغالبا ما يتعلق في غالبية حالاته بثلاثة أمراض وهي الإيدز وأمراض القلب والشرايين ومرض السرطان ،حفظنا الله وإياكم .
تجد المصاب به ،يعتقد أن عنده مرض الإيدز فتجده لايترك موقعا في الإنترنت إلا ودخله ليقرأ عنه ويحلل ويفسر ويتوقع ويشك ويذهب مرات عديدة للأطباء ،وبعد ها يقوم بكل أنواع التحاليل الطبية ،ثم يكررها بنفس الطريقة السابقة وهنا الإشكالية التي تجعله شبيها بمشكل الوسواس.
لأنه دوما يمتلكه الشك بأن رأي الأطباء ربما كان خاطئا أو نتائج تحاليل الدم،فتجده يكرر عبارة من قبيل ربما كان الطبيب الفلاني مخطئا في تشخيصه وربما كانت نتيجة المختبر الفلاني غير دقيقة وفي أحيان معينة يسافر من بلد لبلد ليكرر نفس العملية بحجة تخلف منظومته الصحية في بلده.
وهنا تجدر الإشارة إلى نقطة تمييزية مهمة ،تفرق بين توهم المرض وبين إضطراب نفسي آخر إسمه الإضطراب الضلالي وهذه النقطة هي أن المريض إن كان يعتقد اعتقادا جازما أنه مصاب بمرض خبيث وهذه القناعة لا تقبل النقاش فمعناه أننا هنا نتحدث عن الاضطراب الضلالي وليس توهم المرض الذي يتميز بوجود الشك حول الإصابة عند المريض.
كما أنه يتميز عن الواسواس القهري بوجود أعراض أخرى تميز الوسواس القهري من قبل الإفراط في النظافة أو تكرار التأكد من بعض الأفعال المقام به مثل غلق قنينة الغاز بالمطبخ أو باب السيارة الخ.
وأهمية التفريق بين الإضطرابات تعود لإختلاف انوعية الأدوية العلاجية المتسخدمة ،لأن توهم المرض عادة مانصف خلاله مضادات الإكتئاب بينما في حالة الإضطراب الضلالي فإننا نصف مضادات الذهان وفي حالة الوسواس القهري تكون الجرعة من مضاد الإكتئاب أعلى قليلا عن تلك الموصوفة لتوهم المرض.
أهمية التكفل بهذا النوع من المرضى تكمن في منع حدوث عملية استنزاف واسعة لمدخراتهم المالية وكذلك الحيلولة دون هذه المشاوير الضخمة والصرف غبر المبرر ، والتي في غالب الأحيان تؤدي إلى ضياع حياة المريض ووقته وأمواله ، لأنه أمضى سنوات طويلة يجري خلف هذه الإعتقدات الخاطئة ، والتي كانت تحتاج فقط لإستشارة نفسية يوضع خلالها تشخيص طبي نفسي دقيق ، يقال أثناءه لصاحبه أن ماعنده لايعدو كونه اضطرابا نفسيا يسمى "توهم المرض" وأن له علاجا نفسيا ودوائيا ، وهنا تأتي أهمية الدور التوعوي والتثقيفي بهذا المجال (الثقافة الصحية النفسية ).
الدكتور محمد فاضل اكوهي
أخصائي فى الامراض النفسية