
كانت معركة بدر فاتحة الوعد الصادق، فيها كان رسولنا يقود عصابة الأخيار مناجيا ربه بالقول "إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض" كان بين هذه العصابة الخائف المجادل بالباطل،وفيها المثبط الجاهز للانسحاب اثناء المعركة، لولى العناية الإلهية لفشلوا ولتنازعوا في امر المعركة الممهدة لانتشار الإسلام او لوئده.
و في منازلة الوعد الصادق الثانية في معركة أحد كان منهم من يريد الدنيا ومنهم من ادبر صاعدا الجبل لا يلوي "على أحد" ومنهم من ابعد فاراً حتى بلغ "الأعوص جبل " ، انها جبلة الخوف المذمومة التي فطرت عليها نفوس البشر (كتب عليكم القتال وهو كره لكم) تقابلها فضيلة الصبر عند اللقاء الممدوحة عند كل الأمم ، كان للمرجفين والمثبطين والمتمالئين حضور كبير في صفوف عصابة الأخيار بحضور نبينا وفي كل مراحل التمحيص، وكان لهم صوت عال وتأثير واضح.في جماعة صحابة الإيمان الراسخ، منهم من قال يوم بدر (غر هؤلاء دينهم،) ومنهم من قال ( لو أطاعونا ما قتلوا).
ويعيد التاريخ اليوم نفس الأحداث مع فارق وجود النبي، والهدف هو هو اجتثاث بذرة الإسلام بعد ان اندرست معالمه وبقي جثة ، في بدر وأحد سقط قادة الصف الأول تباعا ابو عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وحمزة بن عبد المطلب وعبد الله بن حرام وآخرون طالما جلت سيوفهم الحزن عن وجه رسول الله، كان يوم أحد يوما حزن فيه رسول الله على كوكبة الصف الأول من القادة ولنا فيه أسوة على حزننا على كوكبة شهداء طريق الأقصى في غزة وفي الضاحية وفي طهران.
على خطى نبيها سارت ايران مذ نجحت ثورتها الإسلامية،اغمضت فيها خناجر اخوة العقيدة حتى اثخنت فما وهنت وما استكانت، وحدها من لبت نداء (فعليكم النصر) اخوة الدين المستضعفين المخذولين من اخوة الدم والمذهب والجوار في بيت المقدس وفي اكنافه الذين ذبحت اطفالهم واغتصبت نسائهم، وحدها ايران من دخلت المعركة، ليس مفاجئا ان لا تجد نصيرا "فالكفر ملة واحدة" وتاريخ التمحيص الإلهي لصدق المسلمين فيما يدعون قديم وسقوطهم فيه هو القاعدة الثابة، المعتصم العباسي المعتزلي وحده هو المشهور بنصرة مسلمة استغاثت به في بداية عصرالتواصل بالحمام الزاجل، تحالف المسلمون كثيرا مع الغزة ضد اخوة العقيدة في مواطن كثيرة لعل أولها دفع قائد دعاة النار الجزية للروم للمساعدة في معركة باطله ضد جيل العقيدة في صفين.
الفرس الذين قال عنهم رسولنا لما سأل عمن سيستبدل الله بهم قومه في مناسبتين كما جاء في تفاسير السنة لـ( لآيتين في سورتي النساء ومحمد) أنه قال لسلمان المحمدي "هم قوم هذا" ووضع يده الشريفة على سلمان وأضاف " لوكان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس"
العجم يرفعون هذه الأيام راية الاسلام، ففي باكستان التي تمتلك النووي غير المستساغ عالميا فقنبلتها هي الوحيدة التي توصف بـ" الإسلامية" قالتها جهارا لن نتفرج ولن ننتظر هزيمة اخواننا، الباكستانيون لمن لا يعلم أحناف وأبو حنيفة من تلاميذ الإمامين محمد الباقر وموسى الكاظم عليهما السلام، انفق ماله على آل البيت في سنوات محنتهم الأولى آواخر أيام دولة الطلقاء منافقي قريش التي عاش متخف عنها، ثم ظهر ليسجن على يد السافحين (العباسين)حتى استشهد في سجونهم لحبه آل محمد، إذا للعجم حب دفين لآل بيت النبوة فلا غرابة أن تلبي باكستان نداء شيعة آل محمد، ولآل بيت محمد واتباعهم صمود وصبر من أجل نصرة العقيدة فلا تخافوا ولا تهنوا فالنصر منوط بالصبر.
لقد استبان الميسم ثلة من احرار السنة تموقعوا مع جيش الحق حملة الرايات السود والسنة (أكثرهم للحق كارهون) وعن الباطل يجادلون فلا تذهبوا نفوسكم حسرات على شماتتهم ولا ارجافهم فإن الباطل صولة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.