صدر للدكتور إسلم بن السبتي أستاذ الأدب القديم بالمدرسة العليا للتعليم، عدة أعمال علمية في مجلات عربية محكمة، وقد جاءت تلك الإصدارات على النحو التالي:
1_ النسخة الشنقيطية الخطية وأثرها في نشر التراث، وذلك ضمن الجزء الثاني من المجلد الثاني والستين، لمجلة معهد المخطوطات العربية، التي تصدر بالقاهرة. وملخصه:
يسير هذا البحث في مهيع واسع هو ما يعرف بعلم المخطوطات، الذي أحبه العالم المتمرس بها محمد محمود بن التلاميد الشنقيطي، فقد توجهنا إلى إبراز دوره الكبير في تثمين التراث العربي والإسلامي من خلال علم النساخة، وعلم تحقيق النصوص، فهما مشغلان عمل الشنقيطي على تطوير نساخة المخطوطمن مصادره في مكتبات العالم الغربي، ثم إحضارها ليقوم علماؤنا في مراكز البحث والجامعات العلمية بتحقيقها وإخراجها إلى عامة القراء. وقد عبَّد هو نفسه تلك الطريق، فصحح منها عدة كتب، وهيأ أخرى بفعل كتابة هوامش وتصحيحات أفادت محققي التراث الذين انكبوا على تلك المخطوطات وأشادوا بفعاله، كما علقوا على خطه الجميل الذي انتسخ به معظم تلك النفائس.
وقد أشرنا إلى أن الشنقيطي نسخ من مكتبات العالم العربي: من مثل مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والقاهرة، وقبل هذا وذاك نسخ من مدينة تيندوف وهو في طريقه إلى المشرق العربي. كما ألمحنا إلى أنه اختار بعض نسخه مما خطه أساطين الخط العربي من مثل ابن البواب، وياقوت المستعصمي. فهذا كله جعله محققا أشاد بهمحققو التراث وتجلى ذلك في رأي شيخ محققي التراث عبد السلام محمد هارون، المثبت في كتابه: تحقيق النصوص ونشرها.
2_ المستدرك على معجم سمات الإبل نشرته مجلة "العرب" التي تصدر عن مركز المرحوم حمد الجاسر بالرياض، والبحث يصب في مجال الدرس المعجمي وميدان الإبل، وقد قام الباحث باستدراك جملة صالحة من سمات الإبل التي لم يذكرها للعلامة راشد بن حمدان الأحيوي، واستشهد عليها بما ورد في الشعر العربي والأمثال العربية، معتمدا في ذلك على مصادر لم يقف عليها الباحث، ثم ذيل بحثه ببعض سمات الإبل عند أهل بلاد شنقيط، مما يؤكد على الرابط العربي المتين بين عرب الجزيرة العربية وعرب بلاد شنقيط.
3_ كفاية الطالبين وهو نص قام الباحث بتحقيقه، ونشرته مجلة آفاق الثقافة والتراث التي تصدر عن مركز جمعة الماجد في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة.
والنص قصيدة لعبد الله بن أبي بكر بن علي بن الشيخ، أبي محمد، الولاتي في حروف الجر، يقول في مطلعها متحدثا عن معاني"من"
مَعَانِي مِنْ عَشْرَةٌ قُلْ ذَاكَ عِدَّتُهَـــا بَيَانُ جِنْسٍ وَتَبْعِيضٍ مَعَ الْـــــبَدَلِ
والشرح لعُثْمَان بن عَمْر اليُونوُسِي، فيه توسع واستشهاد بالقرأن العظيم والشعر العربي، كما أن هذا الشرح هو إحياء لنص ضائع موسوم: بفتح الرب الرؤوف في شرح قصيدة معاني الحروف " للعلامة الطالب محمد بن أبي بكر الصديق البرتليالمتوفى سنة 1219ه.
والنص شاهد على أن علماء بلاد شنقيط قد ألفُوا كثيرا من المؤلفات في ميدان علم النحو مما يدعونا إلى أن نعرف بها ونقدمها لؤلئك الذين يجهلون هذه الجهود، فهي لا تقل عن ما قدمه علماؤنا في الأصقاع العربية والإسلامية، بل إنهم امتازوا بالأهمية التربوية التي كلما قرأت كتابا من كتبهم، إلا ولمسته فيه، من حيث أسلوبه ولغته، وشواهده، ومنهجه. وهذه إضافة نوعية قدمها عثمان بن عمر من خلال تأليفه هذا.