عندما تخضع كلمات مثل “الأجنبي” و”المهاجر غير الشرعي” لعملية أمننة

عندما تخضع كلمات مثل “الأجنبي” و”المهاجر غير الشرعي” لعملية أمننة، يبدأ المواطن العادي في رؤية من تنطبق عليه هذه الصفات كتهديد محتمل للأمن القومي والسلم الأهلي؛ ينظر إليه كمجرم وتنتزع منه صفات البراءة و دواعي التعاطف الإنساني. مع أن الواقع قد يكون مختلفا تماما؛ قد يكون الشخص مجرد إنسان بسيط يبحث عن لقمة عيش، أو مبلغ مالي يرسله لعائلته، كما هو حال المهاجرين الموريتانيين في أمريكا مثلا.

قرأت مؤخرا منشورا لشخص تأثر بهذا الخطاب الأمني، يقول إنه اكتشف أن بعض المشغلين باتوا يوظفون هؤلاء العمال في أوقات متأخرة من الليل، لتجنيبهم الاعتقال من قبل الشرطة. ويبدو أنه ينوي التبليغ عنهم. سبحان الله… قد يكون هذا الشخص نفسه عازفا — حتى لا أقول عاطلا — عن العمل، ولا يرغب في أداء هذه المهام، لكنه يشعر أنه قام بـ”واجب وطني"من خلال مطارة المهاجرين غير النظاميين.

لا أهدف إلى التقليل من أهمية تنظيم الهجرة في بلادنا أو في أي مكان آخر، لكن أستغرب من سهولة الوقوع ضحية  هذا النوع من الخطابات التي تجرد المهاجرين من إنسانيتهم عبر قصص و دعايات متناقضة و غير منطقية.

 

باب ادو

اثنين, 05/05/2025 - 09:06