ثمانيةُ شروط لازدهار الصحافة فى موريتانيا

نتساءل جميعاً عن واقع الصحافة الموريتانية ونتفرس في ملامحه، متطلِّعين إلى وجود صحافة وطنية تنافس نظيرتَها في باقي بلدان العالَم، إن على مستوى الكفاءة الفنية أو الانضباط المهني أو أصالة الانتماء الوطني. لكن قبل ذلك ينبغي التساؤل عما إذا كانت تتوفر لصحافتنا العناصر والشروط الثمانية التي لا وجود لصحافة حقيقية بدونها:

 1- حرية التعبير والنشر دون خوف من سلطة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو أمنية أو دينية
 2- إمكانات بشرية ومالية وتقنية ومؤسسية كافية لتأهيل الصحفيين وتمكين الصحف
 3- تكوين مهني وفني يؤهل الصحفيين للاطلاع بالمهنة الصحفية على أفضل وجه
 4- تمكين الصحفيين من المعلومات والوصول إليها، من مصادرها الرسمية وغير الرسمية، في جو من الشفافية والثقة والاحترام والانسيابية
 5- توفُّر سوق صحفية كافية، أي الحد الضروري (كمياً وكيفياً) من القراء والمشتركين والمعلنين التجاريين
 6- إرادة رسمية صادقة في احترامها لحرية الصحافة والصحفيين، وفي حمايتها لحق الصحافة في التعبير والمتابعة والكشف.. أي تنظر إلى الصحافة بوصفها "سلطةً رابعة" بحق
 7- إرادة مجتمعية حريصة على حرية الصحافة ومستعدة ليس لتشجيعها والتعاون معها فحسب، ولكن أيضاً للدفاع عنها  بكل شجاعة وإصرار
 8- قدرة الصحافة والصحفيين على مواكبة التطورات التكنولوجية الهائلة والمتواصلة في المجال الإعلامي السمعي البصري

 ملاحظة: لم أذكر هنا ضرورةَ وجود قوانين حاميةٍ لحرية الصحافة وكافلة لاستقلالها، إذ من الملاحظ أن كثيراً من الدول النامية لم يُغنها توفرُها على ترسانات ضخمة من القوانين والتشريعات المنظِّمة لحرية الصحافة من أن تتذيل القوائم السنوية لدول العالَم في هذا المجال أيضاً.

 

محمد المنى

كاتب صحفي

سبت, 03/05/2025 - 20:52