المأزق القديم لنخبة موريتانية تعرف نفسها

في نقاشات النخبة الموريتانية حول   الهوية الوطنية و ما تعلق بها يجب ان لا نسى الخلفيات الايديلوجية و تراكمات  احداث الماضي التي .كثيرا ما تسببت في خلافات  جذرية لا محل  و لا حل   لها  حاليا في سجل  الاولويات . 
الاكيد ان النخبة التي تعرف نفسها و  التي صارت معروفة من خلال طرحها و اطروحاتها حول الهوية الوطنية و ما تعلق بها  دخلت  مذ عقد الستينات في  مأزق  نزاعات  مستديمة و انه لا شيء في الافق يوحي بنهاية تنازعها البنيوي..
و الاكيد  ايضا ان هذه النخبة فشلت  سياسيا و ذهب ريحها بسبب تلك النزاعات البنيوية  
و لعل اكبر دليل على  فشلها السياسي  هو ان العمل السياسي  فقد  طابعه النخبوي  و صار مرتعا للتافهين و للفاسدين و الفيسدين   و الجهلة العوام و  لغيرهم من ذوي المصالح الضيقة.
كما انه بات من المؤكد ان تلك النخبة التي تعرف نفسها ( و لا ابرأ نفسي  ) صارت بسبب نزاعاتها هامشية  حيث انه  لا وزن سياسي لها   مقارنة بالقوى المحافظة ( لكي لا اقول الرجعية ) التي لا تجد ذاتها في توطيد دولة القانون و المؤسسات.. 
ان المصلحة الوطنية تقتضي وجود نخبة مسؤولة تدرك ضرورة علاج الاختلافات و تجاوزها و لو  ظرفيا   بإحترام متبادل و ذلك بغية تحقيق اهداف  متفق عليها  لصالح  الشعب الموريتاني طبقا لمتطلبات الحكامة الرشيدة.:  تمكين الكفاءات ، محاربة جدية للفساد ،  توفير  فرص العمل على اسس عادلة ، القضاء على الفاقة ، التوزيع العادل للثروات  الى غير  ذلك من  الاولويات.. و الحالات المستعجلة.

 

عبد القادر ولد محمد

دبلوماسي سابق

أحد, 06/04/2025 - 20:26