الهجرة والإمكان!

 

الهجرة ظاهرة كونية، لها فوائد كثيرة على أطرافها جميعا، كما قدتتضمن مخاطر جمة لتلك الأطراف أيضا.

ولاشك أن بلادنا كغيرها من بلدان العالم قد تجني فوائد من الهجرةسواء كنا دولة انطلاق أو مستقرا، أو حتى معبرا!

فأبناؤنا المهاجرون في شتى أصقاع العالم يساهمون مساهماتمعتبرة في التنمية كما أن للمقيمين والعابرين مزايا في هذا الصددلايمكن تجاهلها..

إضافة إلى تلك الفوائد الاقتصادية هي كذلك وسيلة للتقارب بينالشعوب وربط الصلة بين الدول واستفادة بعضها من بعض علمياوثقافيا.

لذلك ليس من مصلحة ولابإمكان أية دولة رفضها بشكل مطلق..!

غير أن الفوائد المذكورة قد تصير هامشية مقابل الأضرار التي قديتعرض لها البلد  بسبب الهجرة إن لم تكن شرعية ومضبوطة!

نعم، يمكن أن تعرض الهجرة غير الشرعية للبلد أخطارا جمة، ليسأقلها شأنا تسلل عتاة المجرمين إليها وجعلها ساحة لأعمالهم التخريبيةوالعنيفة!

كما أن الهجرة غير المضبوطة، ولو كانت شرعية، يمكن أن تشكلضغطا على الخدمات الأساسية، يؤثر سلبا على استفادة المواطنمنها، إضافة إلى ماقد تخسر بسببها الطبقات الهشة من فرص عملفي السوق غير المصنف!

هذه المخاطر يتأكد وضعها في الحسبان كلما تعلق الأمر بدولة مثلدولتنا من حيث القوة الاستيعابية للخدمات العامة ومن حيث عددالمواطنين المستعدين للعمل في الأعمال البسيطة!

ومواءمة بين أهمية الهجرة، خاصة مع إخوتنا في الجوار، وبينالأخطار المشار إليها آنفا، أرى أنه يجب على جميع المواطنين دعمالسلطات العمومية وحثها على القيام بمايلي:

*تصحيح وضعية جميع المقيمين وترحيل غير الشرعيين،

*اتخاذ آلية صارمة تمكن من التأكد من خروج من صرح أنه عابر فقطولاينوي الإقامة،

*تشديد العقوبة على كل من ثبت أنه أدخل أجنبيا بطريقة غير شرعيةأو ساعد في إخفائه،

وفي مرحلة لاحقة:

*تحديد سقف سنوي للعدد المسموح له بالدخول إلى بلادنا يأخذ فيالاعتبار عدد سكان البلاد ومستوى علاقاتنا بالدولة المعنية.

*العمل على أن يبقى سقف عدد الأجانب، داخل البلاد، في حيزيناسب عدد سكاننا.

حفظ الله بلادنا من كل مكروه وزادها رفعة وأمنا ونماء

 

الديماني محمد يحي

اثنين, 10/03/2025 - 15:25