علماء بريطانيون يسعون لفك لغز "نيزك شنقيط" لعام 1916

في بداية القرن العشرين، تعرف مسؤول قنصلي فرنسي يدعى غاستون ريبير على نيزك في الصحراء الموريتانية. وتم إرجاع قطعة من الصخور التي جمعها من الموقع إلى فرنسا وفحصها جيولوجيا. وتم تنظيم عدة بعثات استكشافية في أفريقيا لمحاولة العثور على النيزك المفترض، وانتهت كل تلك المحاولات بالفشل.

 لكن ثلاثة باحثين بريطانيين ما زالوا متفائلين .بشأن فك هذا اللغز.  فقد نشروا نتائج دراستهم على موقع arXiv المخصص للنشر العلمي. وكشفوا عن عزمهم المضي قدمًا لتحقيق ذلك، وفقًا لتقرير Ars Technica، الجمعة 23 فبراير 2024. وإذا نجحوا، فسيتم إثبات  مرة واحدة وإلى الأبد، إذا كان هذا النيزك حقيقيا.

ويزعم الثلاثي البريطاني المكون من الباحثين روبرت وارن وستيفن وارن وإيكاتيريني بروتوبابا، أنهم حددوا المواقع المحتملة التي يمكن العثور على النيزك فيها. وللقيام بذلك، استخدموا نموذج الارتفاع الرقمي، المعروف باسم MNE.

لقد ذهبوا أيضًا إلى حد القيام برحلات على الجمال فى شنقيط لتقييم المسافة التي كان من الممكن أن يقطعها غاستون ريبرت. ولكي يتمكنوا من تأكيد فرضياتهم (يعتقدون أن النيزك يمكن أن يكون مدفونًا تحت الكثبان الرملية)، فإنهم ينتظرون الآن الوصول إلى البيانات من المسح المغناطيسي للمنطقة.

يعتقد المتخصصون أن هناك العديد من الحجج المؤيدة لوجود نيزك شنقيط والمعارضة له. ويشيرون، على وجه الخصوص، إلى أنه لا يوجد حتى الآن أي دليل يشير إلى احتمال وجود حفرة نتيجة الارتطام. ومع ذلك، فيما يتعلق بهذه النقطة، أشارت دراسة أجريت في عام 1951 إلى أن هذا لم يكن بالضرورة مانعًا: فمن الممكن تبريره إذا كان مسار رحلة النيزك يكاد يكون عرضيًا لسطح الأرض.

في المقابل فان أقوى دليل ضد وجود نيزك شنقيط  يأتي من تحليل تم إجراؤه في عام 2001، يتعلق بدراسة النويدات المشعة من احدى الصخور الصغيرة التي حمل جاستون ريبير معه إلى  فرنسا. حيث أثبتت هذه البيانات أن النيزك الذي جاءت منه هذه القطعة لا يمكن أن يكون قطره أكبر من 1.6 متر، مما يشير إلى أن المسؤول الفرنسي جاستون كان مخطئًا أو كاذبا.

 

بداية  قصة نيزك شنقيط 
 

بدأ كل شيء في عام 1916، عندما ادعى الكابتن جاستون ريبير، وهو مسؤول قنصلي فرنسي، أنه واجه حجرًا ضخمًا من الحديد الميزوزيديريت على بعد حوالي 45 كيلومترًا من مدينة شنقيط الصحراوية الواقعة في شمال موريتانيا.

وأوضح في قصته أنه تعرف على "تلة حديدية هائلة يبلغ ارتفاعها 40 مترًا وطولها 100 متر". لقد توصل إلى هذا الاكتشاف المفترض بعد أن أرشدته شخصية محلية نحو مصدر طبيعي للحديد. ووصل إلى الموقع بعد مسير  12 ساعة على الجمال.
وضع جاستون ريبرت شظية صخرية تزن 4 كجم في حقيبته. وبعد سنوات قليلة، وصلت القطع إلى باريس، حيث تم فحصها من قبل الجيولوجي ألفريد لاكروا، الذي رأى أن هذا الاكتشاف مهم. ويكفي أنه تم تنظيم العديد من الحملات الاستكشافية في موريتانيا من أجل وضع أيديهم على النيزك المفترض... لكن دون جدوى.

 

أربعاء, 28/02/2024 - 13:54