هنري كيسنجر هل هو "مجرم حرب" أم "صانع سلام" ؟
مع حلول الذكرى المئة لميلاد الدبلوماسي الأمريكي والسياسي المؤثر لا تزال التساؤلات تحيط به. فاسم كيسنجر ظل لأكثر من 60 عامًا، مرادفا لعقيدة السياسة الخارجية المسماة "الواقعية".
برز خلال الحرب الباردة وحصل على جائزة نوبل للسلام، وحقق التقارب بين موسكو وبكين في سبعينات القرن الماضي.
لا يزال نشطا وقادرا على إسداء النصيحة لكبار قادة العالم، شارك هذا الأسبوع في حفل تكريم له بمناسبة بلوغه 100 عام، في نادي نيويورك الاقتصادي، وأطفأ الشموع وتناول كعكعة عيد ميلاده.
تولى كيسنجر وزارة الخارجية في ظرف حساس في الشرق الأوسط، مع ذروة الصراع العربي - الإسرائيلي في عام 1973، واقترب خلالها بشكل واضح من الرئيس الراحل أنور السادات، وشارك في معظم مراحل التفاوض التي أدت إلى صيغة مهدت لاتفاق السلام.
ولعل أهم ما استطاع أن يقنع به العرب بعد حرب 1973، بحسب خبراء السياسة، هو أن اللعبة السياسية العالمية في يد واشنطن فقط، ومن هنا كان عليه اقناع القادة العرب بالابتعاد عن الاتحاد السوفييتي والتقارب من الولايات المتحدة الأمريكية. وتمكن من تحويل مصر إلى المعسكر الأمريكي مقابل استعادة سيناء، وإقناع العرب أن التخلص من الصراع كما هو جيد لمصر جيد للعالم العربي.
ومهد كيسنجر الطريق لتطبيع العلاقات مع الصين، وكان أحد مهندسي إعادة العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
وحصل على جائزة نوبل للسلام لدوره في إنهاء حرب فيتنام.
لكنه واجه انتقادات شديدة لقصف كمبوديا ودعمه للحكام العسكريين في أمريكا اللاتينية.