وزير خارجية سابق يصدر مذكراته

صدر اليوم عن دار النشر الباريسية "لارمتان" مذكرات  وزير الخارجية الأسبق أحمد ولد تكدي،  تحت عنوان "نظرة على 34 سنة من الدبلوماسية الموريتانية"،.

يقع الكتاب في حوالي مائتي صفحة من القطع المتوسط، وهو يتضمن مقدمة كتبها صديق المؤلف السيد ميكل آنجل موراتينوس، وزير الخارجية الإسباني الأسبق، الذي عمل زميلا له أيام كان سفيرا في تل آبيب؛ كما تضمن مدخل الكتاب تمهيدا، بقلم الشيخ سيد أحمد ولد بابمين، وزير الخارجية الموريتاني السابق وهو صديق للمؤلف.

ويختم الكتاب بتقريظين كتب أحدهما الجنرال السينغالي بابكار كاي، المستشار العسكري السابق للأمين العام للأمم المتحدة، وكتب الثاني العقيد الفرنسي "بير دي جونغ" نائب رئيس معهد الدراسات الإستراتيجية "تاميس Themiis" في باريس. وقد عايش الرجلان المؤلف عندما كان ممثلا دائما لموريتانيا لدى الأمم المتحدة ثم وزيرا للخارجية، وقد عملا معه على ملف إدخال وتهيئة القوات المسلحة الموريتانية إلى المشاركة في قوات حفظ السلام الدولية المعروفة بالقبعات الزرقاء، وهو ملف تعود الريادة فيه لصاحب المذكرات كما يتضح ذلك من شهادات الجميع..

أما متن الكتاب فقد ضم خمسة فصول وخاتمة وثلاث ملحقات.

الكتاب في مجمله شهادة على العصر الدبلوماسي الموريتاني والإقليمي والدولي الراهن.. وهو يتطرق إلى العديد من القضايا والمواضيع بأسلوب موضوعي نبيل.. الكتاب مشوق نظرا لكثافة الأحداث وجسامتها وعمق تأثيراتها (غزو الكويت، حرب الخليج الأولى، العلاقات مع إسرائيل، إلخ)، لكنه مرح بل ومضحك في بعض الأحيان خاصة من خلال النكت العفوية الكثيرة التي يتضمنها..

ولعل أبرز ما يلفت النظر في هذا الكتاب هو تلك القراءة الجديدة، المتسقة والموثقة لقصة وخبايا العلاقات بين موريتانيا وإسرائيل، أسبابها، قيامها، تطورها، ونهايتها.. وهي سردية غير مطورقة تتناول تفسيرا جديدا لموضوع طالما اعتبر حساسا لدى الرأي العام الوطني وفي أوساط النخب الموريتانية.. وقد اجتهد المؤلف في تبيان وشرح حيثيات تلك العلاقة وأسسها ومفعولاتها بكل قوة وقدرة على الإقناع..

المؤلف أو "دبلوماسي الصحراء" كما يسميه موراتينوس في مقدمة الكتاب، هو من مواليد شنقيط سنة 1954، اشتغل خصيصا في الحقل الدبلوماسي بعد تخرجه من قسم الإقتصاد والسيبرنطيقا بأكاديمية بوخارست في رومانيا. عمل دبلوماسيا، ومستشارا في واشنطن، والقاهرة، وصنعاء، والرباط، ثم سفيرا في تل آبيب، ونيويورك، ثم عين وزيرا للخارجية سنة 2013. وتقاعد سنة 2015.

بطبيعة الحال، هذه المذكرات صدرت بنسختها الفرنسية لكن ترجمتها إلى العربية قيد الإنجاز..

 

محمد السالك ولد ابراهيم

جمعة, 11/11/2022 - 15:45