المسيرة الخضراء: وثائق أمريكية سرية تكشف حيثيات الاتفاق الاسباني المغربي

رفعت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السرية، مطلع العام 2020، عن الأسباب التي دفعت إسبانيا إلى التخلي عن الصحراء الغربية التي كانت تحتلها، عقب المسيرة الخضراء إلى جانب عدة مناطق في الشمال المغربي.

ووفقًا للوثائق التي أميط عنها اللثام، لعب الملك الإسباني خوان كارلوس الذي كان أميرا حينها، دورا مهما في هذا الملف، إلى درجة أن الوثائق الأمريكية تصفه كأحد أكثر المخبرين قيمة في الولايات المتحدة، حيث كشفت عن معلومات سرية تتعلق باتصالاته وتنسيقه في مدريد، مع السفير الأمريكي ويلز ستابلر.

وتشير الوثائق التي نشرتها بعض وسائل الإعلام الإسبانية، إلى أن كارلوس وافق على تسليم الصحراء الغربية إلى المغرب، في مقابل الدعم الأمريكي الذي سيحصل عليه ليصبح ملكا للبلاد.

وتظهر هذه الوثائق كيف ذهبت مجريات الأحداث في منتصف السبعينيات إلى غير صالح المصالح الأمريكية، حيث انتصرت ثورة “القرنفل” في البرتغال، واقترب الشيوعيون من أن يصبحوا جزءًا من الحكومة في إيطاليا، وفي اليونان، تنهار الديكتاتورية العسكرية، وفي إسبانيا، كان الديكتاتور “فرانسيسكو فرانكو” يسيطر على البلاد، حيث كوّن كل هذا صورة مقلقة للغاية بالنسبة إلى المصالح الأمريكية ولأهدافها المتمثلة في تقويض وكبح الشيوعية والاشتراكية.

وتبرز الوثائق أنه في عام 1975 تم إطلاق مشروع سري لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية يهدف إلى “انتزاع مقاطعة إسبانيا الثالثة والخمسين، أي الصحراء الغربية، لأنها ليست فقط منطقة غنية بالفوسفات والحديد والنفط والغاز، ولكنها ذات قيمة كبيرة على المستوى الجيوستراتيجي”.

وأشارت وثائق “السي أي إيه” إلى أن عدم الاستقرار في إسبانيا بسبب مرض الدكتاتور فرانكو شكل عاملاً أساسيا في تنفيذ عملية ما يعرف بالمسيرة الخضراء ـ شرعنة احتلال الصحراء الغربية ـ

وتشير هذه الوثائق إلى أنه في 31 أكتوبر 1975، تولى خوان كارلوس القيادة بالنيابة بسبب مرض الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو، وكانت إحدى أكثر القضايا إلحاحًا التي يجب معالجتها هي قرار الملك الحسن الثاني ملك المغرب بتنظيم المسيرة الخضراء.

وترأس كارلوس أول مجلس وزراء له، وأظهر عزمه على توليه المسؤولية المباشرة في قضية الصحراء الغربية، وقام بإرسال رجل ثقته مانويل برادو وكولون، إلى واشنطن لكسب الدعم الأمريكي، وبالتالي تجنب الصراع مع المغرب الذي قد يكلفه تاجه الذي طال انتظاره.

وتبرز نفس الوثائق أنه بهذه الطريقة، توسط كيسنجر مع الحسن الثاني، وفي النهاية تم توقيع الاتفاق السري الذي سيقدم به “خوان كارلوس” الصحراء الغربية إلى المغرب، في مقابل أن تصبح الولايات المتحدة حليفته وداعمة له في السلطة.

وبذلك، نظمت المسيرة الخضراء  في 6 نوفمبر 1975 وكان كل شيء على استعداد وتنظيم مسبق، خاصة أن الولايات المتحدة وفرنسا تواقتان إلى سيطرة المغرب على الصحراء الغربية، في إطار عدائهما للاتحاد السوفياتي الذي كان حليفا للجزائر وجبهة البوليساريو.

 

الشروق

أحد, 06/11/2022 - 23:29