تتمتع جزيرة القرم بأهمية استراتيجية كبرى ولذا كانت -ولاتزال- موضع صراع دولي مستمر ،فمنذ منتصف القرن 18 بقيت جزيرة القرم عنوان صراع عثماني روسي ،حتى نجحت الإمبراطورة الروسية كاثرين العظيمة في الاحتلال النهائي لها سنة 1783 وهو الحدث الذي تردد صداه بين نخب المسلمين ، وكان موضع نقاش في مراسلة بين الشيخ سيدي المختار الكنتي وسلطان المغرب سيدي محمد بن عبدالله ،حيث ذكر الشيخ سيدي المختار في رسالته -التي نشرت دار قوافل-ضياع جزيرة القرم وضعف أداء سلطة الخلافة العثمانية وتلقي وزراء الخليفة للرشاوى الروسية من سلطات ما يسميه الموسكوف نسبة إلى موسكو ،ثم ختم حديثه عن الخلافة العثمانية بالقول :وإني أخاف على دولة الترك من الزوال بسبب الكبر والتهاون بالعرب وهم قوم النبي محمد صلى الله وسلم والتهاون بهم دليل على خلو القلب من الإيمان.وهذه بصيرة ربانية واسترتيجية غير مسبوقة ،حيث كان التدابر التركي العربي من الأسباب المباشرة لسقوط الخلافة العثمانية ،حيث أحدث ذلك التدابر ثغرة في جدار المسلمين دخل منها الإنكليز وقو الاستعمار الأوربي.
سيد أعمر ولد شيخنا