إنما أحكم على الناس من خلال أفعالهم في الحاضر والماضي ولا أعلم الغيب كي أحاكم النيات أو أتوقع المستقبل ومن أجل ذلك أستطيع وأنا مرتاح التعبير عن اعجابي واحترامي لتجربة الأخ الفاضل المناضل محمد الأمين ولد الفاضل .
لست معارضا يتصيد الأخطاء ولا مواليا يبرر ويشيد على " امبالّه " بالحكومة وما هذا المقال إلا ملاحظات أريد بها المشاركة في الإصلاح ولو بمجرد الكتابة .
لست اقتصاديا لكي أقيم السياسات الاقتصادية و لاخبرة لي بالأمن والدبلوماسية لأتحدث عنهما لكنني مواطن يعبر بكل عفوية ويتحرى الصدق في ذلك .
ليس من ثقافة أهل " إيكيدي " - التي أحب كثيرا - أن يكتب المرء عن نفسه ، غير أن أسبابا أخرى جعلتني أكتب بمنطق " أمشتيلي " لا يرى غضاضة في الحديث عن الأمور الشخصية مادامت في حدود الصدق .
في يوم 04 - 08 - 2024 ، نشرت في موقع أقلام مقالا بعنوان " عن الحكومة الجديدة " وجاء في فقرته قبل الأخيرة :
الجامعة الجديدة في حدود الحادية عشر قبل منتصف الليل في هاتين الاحداثيتين المكانية والزمانية تعرضت سيارتي لعطل فني ومن فضل الله وكرمه ساعدني شابان مؤدبان كانا في الجوار حتى اشتغلت السيارة .
في عالمنا الثالث المسكين يأتي كل نظام جديد أو حكومة جديدة بسيناريو معدل لمسرحية تخفيض الأسعار الكرتونية ذائعة الصيت .
في هذا المقال لا أريد أن أتلاعب بالألفاظ و لا أن أستعرض مهارتي في النقد أو السخرية ولكنني سأحاول محاولة جادة - حسب جهدي - أن أتطرق لموضوع يهم كل بيت موريتاني .
لا أحد يحب أن يكتب عن نفسه بهذه الطريقة ، ولكنني بحثا عن المصداقية سأكتب عنها ، ففي بداية تسجيلي للدكتوراه - التي لم أكمل - كنت أشعر بفخر كبير حين يناديني فرد من عائلتي بالدكتور خصوصا الأفراد الأصغر سنا .
مع مرور الوقت وتلاحق خيبات الحصول على وظيفة صار لقب الدكتور يزعجني كي لا يظن الصغار من أفراد عائلتي أن مصير الدكاترة بهذه الطريقة .
أحب هذه الأرض ، أفخر بعلمائها وأحب ناسها ، أطرب لموسيقاها و أضحك من نكات سمارها ، يروق لي شتاؤها ، وأفرح كالأطفال بمواسم خريفها ، من أجل ذلك أهتم كثيرا لأمرها .
كنت قد كتبت في مقال سابق بعنوان " حديث قد يهم وزير تمكين الشباب " رأيا نقديا كان هامشا على متن النص ذي الطابع غير الأدبي .
بسبب ذلك الرأي صرت مثار سخرية بين حراس القالب التقليدي للشعر الشعبي " لغن " .
كبرت فلم أعد أغامر كثيرا ، تنازلت عن بعض هواياتي الرائقة - على الأقل بالنسبة لي - لم أعد أستمتع بالسير منتصف الليل في الشوارع الخلفية قرب سفارة المغرب القديمة وانا أسترق السمع لذلك الحارس السبعيني أثناء تشغيله لإذاعة موريتانيا ، كثيرا ما اتفق مروري قرب الحارس مع سيداتي ولد آب وهو يغني عبر الراديو في" لبياظ " لابن الفارض :
في سنوات معاوية الأولى كان العلامة محمد سالم ولد عدود رحمه الله وزيرا للثقافة والتوجيه الإسلامي وبحكم عمله حضر ذات مرة افتتاح مهرجان فني فقال : ( بصفتي وزيرا للثقافة أفتتح هذا المهرجان وبصفتي وزيرا للتوجيه الاسلامي أنسحب منه )