ماذا بقي لولد عبد العزيز؟!

تسارع الأحداث الممهدة للقطيعة بين الرئيسين غزواني وعزيز، حالة ترقًب وحيرة في الساحة السياسية الوطنية؛ عمقها شح المعلومات المتوفرة وتضارب ما يرشح منها عن الأزمة  بين  رفيقي السلاح!...

شح المعلومات أو التكتم لا يمكن معه للمراقبين التأكيد إلا على أمر واحد أن علاقة الرجلين على المستوى السياسي والشخصي أيضا وصلت مرحلة اللاعودة والقطيعة بينهما باتت واقعا.

أسئلة كبرى ما تزال معلقة دون إجابة شافية، هل ستتوقف الأمور عند هذا الحد؟.. هل تتطور الأمور إلى المواجهة بين رفيقي الأمس؟ وماهي ساحة هذه المواجهة؟ وماذا بقي للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز لخوض المواجهة التي تأكد بأنها لم تعد متكافئة؟!

دون الخوض في التكهنات حول توقيت عودة ولد عبد العزيز التي أشعلت  شرارة الأزمة ـ  المباشرة على الأقل والتفاصيل الدقيقة لما أعقبها من تطورات متلاحقة؛ فإن الرجل كان يعد للمواجهة المحتملة ثلاثة أسلحة:

ـ ذراع عسكري؛ تمثله كتيبة الأمن الرئاسي التي ظلت قوته الرئيسية منذ إنشائها في عهد ولد الطائع ولم يرفع عنها يده منذ ذلك الحين؛ وبدرجة أقل علاقاته في الجيش والأجهزة الأمنية.

ـ ذراع سياسي؛ هو الاتحاد من أجل الجمهورية أكبر الأحزاب السياسية تمثيلا في البرلمان وهيمنة على المجالس الجهوية والبلدية.

ـ ذراع مالي؛ يتمثل في اخطبوط المؤسسات المصرفية والخدمية والتجارية التي يديرها مقربون منه تجاريا أو اجتماعيا.

وإذا كانت القرارت الأخيرة بشأن الحرس الرئاسي وقبلها في سلك الأمن قد لوت ذراع  ولد عبد العزيز العسكري؛ فإن قرار النواب ولجنة تسيير الحزب جردته من قوته السياسية بالكامل؛ ما يجعل الذراع  المالي شبه مشلول أو عاجز في ظل غياب سند عسكري ودعم سياسي؛ هذا على افتراض أن الحكام الجدد لا يضمرون ليً هذا الذراع المالي الأخطبوطي في قادم الأيام.. إذا فقد أصبح الرئيس السابق كليا خارج اللعبة!

 

السفير

 

سبت, 30/11/2019 - 18:34