حفل من "هول" البيظان موثق يعود تاريخه إلى زهاء ثلاثة قرون ونصف

أقدم وصف مكتوب عثرت عليه حتى الآن لحفل غنائي من طرب البيظان مع عزف على آلة موسيقية تقليدية (آردين) هو ما دونه الفرنسي سيير  دي لا كورب Sieur de La Courbe مدير شركة الهند الشرقية في السنغال عن رحلته على شواطئ غرب إفريقيا ما بين فبراير 1685 إلى ديسمبر 1687م، تحقيق الأستاذ بجامعة السوربون بروسبير كيلترو Prosper Cultru والصادر سنة 1913. 

فبعد أن استقبل الأمير هدي ولد أحمد من دمان في شهر مارس 1686 عند جانب محطة دغانة الواقع على الضفة اليمنى لنهر السنغال وتفاهم معه على ترك المتاجرة مع الهولنديين عبر ميناء هدي Portendick القريب من موقع اجريدة الكائن شمال غرب نواكشوط، حضر في المحطة المذكورة يوم 05 مايو من نفس السنة حفلا موسيقيا أنعشته قينة / تيغويت (مغنية) رافقت والدة الأمير هدي وزوجته وحاشيتهما.

يقول دي لا كورب واصفا اللحظة:

"ثم إنهما (والدة الأمير هدي وزوجته) أمرتا قينتهما (مغنيتهما ) لتبدأ في الغناء، كانت تمسك آلة تشبه القيثارة تم صنع جسمها من قرعة مغطاة بالجلد وفيها عشرة إلى اثني عشر وترا تعزفها بعذوبة. بدأت إذا تنشد أغنية عربية بنغمة جميلة لكنها ذابلة، تشبه تقريبا طريقة الإسبان والبرتغاليين. تحسن استخدام قيثارتها، لكن أجمل ما تقوم به يتمثل في إيماءات وحركات تحرك من خلالها التمائم والقلائد فَتُبِينُ عن أسنان غاية في الجمال والبياض. ملاحظتي بخصوصها أن كلماتها تبدو غليظة كما لو أنها انتزعت من الحلقوم."

وجود تشابه بين موسيقى البيظان والموسيقى في الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال) أو الأندلس، كما أشار إلى ذلك سيير دي لا كورب، يعطي مصداقية أكبر لدعوى بعض أسر إيغاون بأن أصولها أندلسية.

 

الدكتور احمد ولد المصطف

سبت, 03/05/2025 - 15:48