شاعران على منبر "تراتيل الأصيل" ببيت الشعر 

نظّم بيت الشّعر-نواكشوط بقاعة الأنشطة مساء اليوم الخميس 17أبريل 2025 أمسيّة شعريّة من أماسي تراتيل الأصيل الّتي دأب بيت الشّعر على تنظيمها لخلق فسحة شعريّة للشّعراء وصنع متنفّس جماليّ للتّعبير ومدّ جسور التّواصل بين المثقّفين والكتّاب ليظلّ الجمهور متلقّفا للجديد ومواكبا لمستجدّ القصيد وحديث الإبداعات.
وافتتحت الأمسية مع أبي ولد محفوظ وهو شاعر من مواليد 1976 حاصل على اللّيسانص في القانون الخاص من جامعة نواكشوط، وشهادة الماستر في القانون من كلية الحقوق والعلوم الاقتصاديّة بذات الجامعة، مهتمّ بالدّراسات الأدبيّة وجديد الثّقافة والشّعر، عضو باتّحاد الكتّاب والأدباء الموريتانيّين، صدرت له: "خواطر صيفيّة"، و"أسفار" و"تأمّلات عاطل" و"وجهي من خلال الصّفحة".

وقد قرأ من شعره قصيدة " أنّة سحر" التي جاء فيها:
أنة سحر
رَبْــعٌ   لِمَيِّـــك   مُقْــفِرٌ   وخَـــلاَءُ
والمُقْلَتَـــانِ  من  الدُّمُــوعِ  مِلاَءُ
أرْسَلْتُ طَرْفِي فِي المَدَى وتَبعْتُه
حَتَّـــى  بَدَتْ  أرْجَــاؤُهُ  سَيْنَـــاءُ
ثُمَّ استَحَالَ على الْعُيُونِ لِحَاظُهُ
والبُعْــدُ عنه مِنَ العُيُــونِ وِقَــاءُ
اسْبَلْتُ  عَبْرَةَ  مُشْفِقٍ  مُتَأسِّفٍ
يـَا عَيْنُ مَــالَكِ للدُّمُـوعِ خِفَــاءٌُ
والدَّهْرُ يُخْبِرُ أنّ يَـوْمَك غَـادِرٌ
والأمْسُ ضَـاعَ وللهَوَى أصْدَاءٌ

فيما ألقى ثانيا خالد اليدالي إبّيه وهو شاعر من مواليد 1992، تلقّى تعليمه المحظريّ الأوّل بمدينة أبي تلميت ومحاظرها، حيث درس بعض متون الفقه واللّغة والأدب والسّيرة، ثمّ التحق بالنّظام المدرسيّ الحديث، نجح في الباكلوريا شعبة العلوم الطبيعيّة، وانتقل إلى السّينغال طالب طبّ، ومنها تحصّل على شهادة الدّكتوراه في الطبّ البشريّ، فائز بالمركز الثّالث من "شاعر الرّسول" عام 2021، والمركز الأوّل لمسابقة "الأسير الفلسطينيّ"، له ديوان شعر قيد الطّبع.
 وقد ألقى عدّة نصوص من ضمنها قصيدته "غفوةٌ في حضن وطن" جاء فيها:

مَرَّتْ على خاطِرِ الصَّحْراءِ كالسُّحُبِ
                     ذكرى مُعطَّرة الأنفاس والحِقبِ 
تحكي عن الأُمِّ.. عن دِفْئٍ تَحِنُّ له
                      أَرْواحُنا كُلَّما اشتقنا لِحِضْنِ  أبِ
....
شنقيطُ يا أُمْنياتِ الغيبِ.. خَبَّأَها
                   طَلْعُ النَّخيلِ.. وأفْشى السِّرَّ في الرُّطَبِ
يُحدِّثُ الرَّملُ عن تاريخِ  من سكنوا
                   فوقَ العواصفِ واقتاتوا على الكُتُبِ
...
ذي ضِفةُ النَّهرِ تروي عن  مآثرهم
                      وكيفَ آخَوا يَبابَ الأرضِ  بالعُشُبِ!
أوائلٌ جعلوا الأخلاقَ صِبغتهم
                     ولم يزل خُلُق الإسلام في الْعقِب
بين المنارات نادى السلم فاعتنقتْ
                       هذي البلاد سبيل السلم مذ حقب
لوْ غيمةٌ سقت " الحوضين" لاانتعشت
                        نفوس أهل الجنوب السُّمْرِ من طرب

وقد نظمت الأمسية وسط حضور جمهور ثقافيّ من ضيوف التّراتيل، ونخبة من الطّيف الثقافيّ لبيت الشّعر ومحبّي الأدب والشّعر واللّغة، وعدد من الإعلاميّين والصّحافة.

خميس, 17/04/2025 - 23:19