اليوم العالمي للبيئة الإشكالات و التحديات

أقرَّت هيئة الأممُ المتحدة اليومَ العالمي للبيئة في عام 1972م يوم الخامس من يونيو يوما عالميا للبيئة ,
يهدف اليوم العالمي للبيئة إلى نشر الوعي البيئي ونشاطات الحفاظ على البيئة، وتسليط الضوء على القضايا البيئية، التي تؤثر على الأشخاص والتطور الاقتصادي في كل أنحاء العالم، وتُشارك في إحياء هذا اليوم سنوياً أكثر من 150 دولة من جميع أنحاء العالم متمثلة بمؤسساتها الحكومية وغير الحكومية، والشركات الكبرى، ومشاهير الدولة وكبارها، وذلك بهدف نصرة القضايا البيئية المختلفة، ونشر التنوير الثقافي المتعلق بها، وبالتالي تحقيق تحسين البيئة والحفاظ عليها.

كان عام 2023 الأكثر سخونة على الإطلاق، حيث بلغ متوسط درجات الحرارة العالمية 1.46 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة وأعلى بمقدار 0.13 درجة مئوية من متوسط الأحد عشر شهرًا لعام 2016، 

والأكثر من ذلك، أن مستويات ثاني أكسيد الكربون لم تكن مرتفعة على الإطلاق، بعد أن كانت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ثابتة عند حوالي 280 جزءًا في المليون على مدى ما يقرب من 6000 عام من الحضارة الإنسانية، أصبحت الآن أعلى بكثير من 420 جزءًا في المليون، أي أكثر من ضعف ما كانت عليه قبل بداية الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر.

إن الزيادة السنوية المطردة هي “نتيجة مباشرة للنشاط البشري”، بشكل أساسي من حرق الوقود الأحفوري لأغراض النقل وتوليد الكهرباء ولكن أيضًا من تصنيع الأسمنت وإزالة الغابات والزراعة، هذه بلا شك واحدة من أكبر المشاكل البيئية التي نواجهها في حياتنا: فبينما تغطي انبعاثات الغازات الدفيئة الأرض، فإنها تحبس حرارة الشمس، مما يؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري.

أدت زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة إلى زيادة سريعة ومطردة في درجات الحرارة العالمية، الأمر الذي يتسبب بدوره في أحداث كارثية في جميع أنحاء العالم مثل ذوبان التربة الصقيعية المتزايد في مناطق القطب الشمالي، وذوبان الغطاء الجليدي في جرينلاند بمعدل غير مسبوق، وتسريع الانقراض الجماعي السادس، وزيادة إزالة الغابات في العالم على سبيل المثال غابات الأمازون.

إنّ أهداف الاحتفال باليوم العالمي للبيئة تتلخّص بالنقاط الثلاثة الآتية، وهي:

          - توعية الأفراد في المجتمع بالأخطار التي تواجه البيئة

        - تشجيع عامة الناس على المشاركة الفعَّالة في هذا اليوم من خلال الاحتفال والمساهمة في حماية البيئة
      - تحفيز الأفراد على الاهتمام بالبيئة المحيطة بهم لجعلها أكثر نظافةً وأمناً بهدف حمايتها

في بلدنا يمكن تلخيص المشاكل البيئية في النقاط التالية:

-التلوث لبلاستيكي: لا توجد أرقام دقيقة في موريتانيا حول حجم لبلاستيك، لكن الـأرقام العالمية مقلقة جدا, حيث بلغعام 2015 الإنتاج السنوي إلى 419 مليون طن مما أدى إلى تفاقم النفايات البلاستيكية في البيئة حسب هذه الأرقام سوف تنمو أزمة البلاستيك إلى 29 مليون طن متري سنويا بحلول عام 2040 منها 91% لا يتم تدويره, مما يضر بموائل الحياة البرية والحيوانات التي تعيش فيها.

-إزالة الغابات و الغطاء النباتي: تعتبر الغابات من أكثرالنظم البيئية تنوعًا بيولوجيًا, الزراعة هي السبب الرئيسي لإزالة الغابات، وهي واحدة من أكبر المشاكل البيئية التي تظهر في هذه القائمة، ويتم تطهير الأراضي لهذا الغرض. فمن فوائد الغابات وإلى جانب عزل الكربون، تساعد الغابات على منع تآكل التربة، لأن جذور الأشجار تربط التربة وتمنعها من الانجراف، مما يمنع أيضًا الانهيارات الأرضية.

-فقدان التنوع لبيولوجي : خلص تقرير الصندوق العالمي للطبيعة 2020 إلى أن أحجام الثدييات والأسماك والطيور والزواحف والبرمائيات شهدت انخفاضًا بمتوسط 68% بين عامي 1970 و2016 عالميا , أما في بلدانا فالارقام  منعدمة في هذا المجال.

-انعدام الأمن الغذائي و المائي: أدى ارتفاع درجات الحرارة والممارسات الزراعية غير المستدامة إلى زيادة انعدام الأمن المائي والغذائي , على الصعيد العالمي، يتآكل أكثر من 68 مليار طن من التربة السطحية كل عام بمعدل أسرع 100 مرة من إمكانية تجديدها بشكل طبيعي, وينتهي الأمر بالتربة المحملة بالمبيدات الحيوية والأسمدة في المجاري المائية حيث تلوث مياه الشرب والمناطق المحمية في اتجاه مجرى النهر.

ختاما تعتبر المحافظة على البيئة مسؤولية الجمبع كل من موقعه وتعتبر الرقابة البيئية والتثقيف البيئي أساس لأي عمل وكذا اشراك للخبراء والفنيين في المجال من أجل تطويق مستدام وحل يفي بالتطلعات البيئية العالمية.

 

محمد عينين أحمد

رئيس الجمعية الموريتانية للسلامة والصحة المهنية والمحافظة على البيئة

أربعاء, 05/06/2024 - 08:35