إعتادت شعوب إفريقيا منذو ستينات القرن الماضي على كرم و سخاء الدول الإستعمارية، أو ما تَتَسمى ببلدان العالم الأول، فمنحت ٱن ذاك جل البلدان الإفريقية التي تقع تحت إحتلالها الإستقلال السياسي التام، و أصبح الأفارقة محكومين بأبناء بلدانهم !!!...
… و بعد مرور ثلاثين سنة و مع بداية التسعينات، جادت بلدان العالم الأول بالديمقراطية، و فرضت على حكومات بلدان العالم الثالث و بخاصة حكومات الدول الإفريقية ما يسمى في قاموسهم بديمقراطية العالم الثالث، و ما تتضمن من شعارات إحترام حقوق الإنسان و حق حرية التعبير و... و حتى حرية إنتخاب الرئيس الذي يمثلهم، و أصبحت الدول الإفريقية ، محكومة برؤساء منتخبين و فيها برلمانيون أوصلتهم أصوات الشعب و فيها صحافة حرة !!!...
... و الٱن و بعد مرور ثلاثين سنة أخرى و نحن في نهاية الثلث الأول من العقد الثالث بعد فترة منح ما يسمى بديمقراطية العالم الثالث، و بعد ما كان من إنتكاس لفرنسا و من ورائها الدول الرأسمالية في بعض المستعرات الإفريقية، يبدو أن بلدان العالم الأول سَتَجودُ علينا نحن الشعوب الإفريقية المقهورة المسلوبة الثروات بعطاء جديد، يلوح في الأفق غيم مطره، و ما أظن ما كان من تغيير غير دستوري في دولة الغابون و و ما سيتم في بعض البلدان الأخرى... و ما هو حاصل عندنا من تفاهم بين المعارضة العتيقة و النظام تجسد في ما يسمى بميثاق الجمهورية، و ما سيتبعه من ترديد شعارات رنانة و قرارات و تعديلات دستورية و تشكيل حكومات جديدة... إلا مقدمة لإستراتجية كونية قادمة، قد تكون طوق نجاة لأحزاب معارضة عتيقة على وشك الإنتهاء، و ستطيل أمد هيمنة القطب الرأسمالي على ثروات الشعوب الإفريقية ...
د محمد الأمين شريف أحمد