مستقبل فاغنر في أفريقيا

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن آخر رحلة لبريغوجين في إفريقيا، شهدت تنسيقا بين مجموعته والميليشيات المرتبطة بها في أفريقيا. إمبراطورية فاغنر في إفريقيا تضم حوالي خمسة آلاف رجل في أنحاء القارة، وتحركات بريغوجين الأخيرة أشارت إلى أنه كان يخطط لمستقبله وتوسيع شبكته في إفريقيا.

زار بريغوجين جمهورية أفريقيا الوسطى يوم الجمعة قبل الماضي، وأخبر رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى فاوستين آركانج، أن تمرده المجهض في روسيا في يونيو لن يمنعه من جلب مقاتلين جدد واستثمارات لشركائه التجاريين في هذا البلد. في أيامه الأخيرة التقى 5 قادة من قوات الدعم السريع السودانية، حملوا معهم هدايا من سبائك الذهب بعد تزويدهم بصواريخ أرض جو من قبل فاغنر.

رحلته الأخيرة، وظهوره الغامض في تسجيل فيديو، قال مراقبون لتحركاته، إنه وصل إلى بوركينافاسو أولا، ثم إلى مالي في مشروع لتجنيد المزيد من الجنود الأفارقة في مليشياته، وأكد شهود عيان في مالي أنهم شاهدوا جنودا أفارقة بزي فاغنر لا يتحدثون الفرنسية السائدة في دول الساحل. وكانت خططه في مالي تركز على عقود التعدين التي استخوذ عليها، والتي دفعت بالجيش المالي في بدء حرب "استعادة السيطرة" على مناطق الشمال والجنوب للشروع في تنفيذها.

الأنظمة الحاكمة في دول الساحل الثلاث (مالي والنيجر وبوركينافاسو) في حالة ترقب كبير لما ستقرره موسكو تجاه فاغنر، وتجاه وعود بوتن لها بعد أن وضعت ثقتها فيه.

مقتل بريغوجين أطلق تحليلات كثيرة عن مستقبل فاغنر في أفريقيا، ومنطقة الساحل، وفي مالي بدأت أنباء تتواتر عن استدعاء فاغنر لروسيا مدة شهرين، لإعادة ترتيب شكل وجودها الجديد. أهم التحليلات عن فاغنر، تؤكد أن روسيا التي تورطت في حرب أوكرانيا وتواجه الغرب، لن تتخلى عن فاغنر واستثمارتها في أفريقيا، بل ستمضي في إعادة هيكلتها والدفع بها للأمام، بما يحقق لروسيا نفوذا أفريقيا في منطقة كانت حكرا على خصومها، وثروات لا يمكن التفريط فيها.

وعقب تمرد بريغوجين ظهر اسم "أندريه تروشيف". وهو عقيد سابق بالجيش الروسي وأحد أبرز مؤسسي فاغنر- ويبدو الشخصية المؤهلة لخلافة بريغوجين، بسبب سجله ولأنه سيكون الأكثر قدرة على الاستثمار في مهام فاغنر. ونقلا عن صحيفة كوميرسانت الروسية، أن بوتن كان قد اقترح تروشيف قائدا جديدا لفاغنر، خلال اجتماع مع قادة هذه المجموعة بعد أيام من انتهاء تمرد بريغوجين في يونيو الماضي.

سبت, 26/08/2023 - 13:00