توضيح من الشيخ سيد أعمر ولد سيدنا

رسالة توضيح و تصويب من فضيلة الشيخ سيدي أعمر بن سيدنا المنسق العام والمرجع الروحي للاتحاد العام للزوايا والهيئات القادرية ذات السند الكنتي في القارة الإفريقية  يبرز من خلالها المكانة الحقيقية لبني حسان عند الكنتيين

 

 

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد،

 

أيها الإخوة الأعزاء، والأبناء البررة، لايخفى عليكم جميعا ماتزخر به منصات التواصل الإجتماعي من شحن وتفرقة وزعزعة للطمأنينة وقطع للأرحام؛ سببه الإبتعاد عن كتاب الله عز وجل و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، الذي يقول : (تَرَكْتُكُمْ عَلَى المَحجّةُ الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لا يَزِيغُ عَنْهَا إِلاَّ هَالِكٌ)، وقال:( ما من شيءٍ يُوضَعُ في المِيزانِ أثْقلُ من حُسْنِ الخُلُقِ)، وقال:"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

وبناء على ماسبق؛ فقد ارتأيت أن أُطِلَّ عليكم بهذه الكلمة، لتذكيركم وحثِّكم على التمسك بالسُّنة، وأن تَعَضُّوا عليها بالنواجذ وأن لاتستخدموا وسائل الإتصال الإجتماعي الا فيما يرضي ربنا سبحانه وتعالى، وأن نعمل جميعا على إشاعة ثقافة السلم، وتقوية الأواصر والإصلاح بين الناس، حتى نكون حصنا منيعا ضد تيارات فتن آخر الزمان التي تأتي من كل مكان، كقطع الليل المظلم، أعاذنا الله وإياكم من السوء والبلاء.

أما بعد،

فقد بلغني – مؤخرا - تداولُ (صوتية) تنال ظلما وافتراء من العرض المصُون لقبائل بني حسان الأكارم النبلاء، ولما استمعت إليها أغاظني أمرها لما استغربته بشأن هوية صاحبها و مما ساءني من فحواها.!!

لذا فقد رأيت لزاما عليَّ إرسال هذا التصويب عبر رسالة علنية عامة مقروءة ومكتوبة، وضعا للأمور في نصابها وإحقاقا للحق و إبراءً للذمة .

إن علاقة كنتة مع قبائل بني حسان هي علاقة راسخة الجذور، وممتدة لقرون متطاولة، من عهد الآباء المؤسسين الشيخ سيدي محمد الكنتي نزيل فصك، وابنه الشيخ سيدي أحمد البكاي بودمعة نزيل ولاتة، كما جذّرَها وقَوَّاها - مع الزمن والنوائب - الأجيال المتعاقبة من الأولاد والأحفاد. وقِوامُ العلاقة الكنتية/ الحسانية، هو: النسب القرشي المشترك، وخدمة الإسلام و نشر اللسان العربي .إنها علاقة تعمَّدت ومنذ البداية بضريبة الجهاد، وترسخت بعمق مفعول الرسالة الحضارية، وتمازجت - كما يكون الماء واللبن - بالأُلفة والتضامن والأخوة والقرابة والمصاهرة؛ إذ أول زواج لكنتية تُولد في البيت البكائي كانت مع أحد أشراف حسان من قبيلة لعلب ( أولاد امحمد).

وهذا التاريخ المجيد لبني حسان و مشتركهم الأخوي والحضاري مع الكنتيين هو الذي أوردَتْه – مُوَّثقا - كتبُ الشيخ سيد المختار الكنتي وابنه الشيخ سيد محمد الخليفة والخلفاء من بعدهم. وهو ما استقرت عليه التواريخ والسِّيَّر والوعي لدى الكنتيين جميعا، وحتى عند كل أهل هذا الفضاء الصحراوي الساحلي . ومن المعروف أن الشيخ سيدي المختار الكنتي قد أفرد لنسب بني حسان تأليفا خاصا بهم.

إن أي خروج على ذلك أو التنكر له من أي كنتي - مهما كان - هو فعل مُدان و مردود على صاحبه بل إنه يُدخل صاحبه في خانة العقوق والسير على غير هُدًى .فالكنتيون جميعا؛ سواء كعشيرة جامعة أو كأسر فرعية أو كزاويا، هذا هو موقفهم المتمسكون به لا يحيدون عما خلَّفَهم فيه الأجداد ورسموا في دفاترهم من حيث الاعتراف والإشادة بالنسب الرفيع و كريم المحتد والصلة الأخوية الصادقة مع جميع قبائل بني حسان دون استثناء.وما كنت أعتقد شخصيا أن ياتي اليوم الذي أحتاج فيه لمثل هذا التأكيد ، لكن الزمن يلد من غير ضرع، نسأل الله السلامة والعافية من المُحْدثات والبوائق.

ومن جهة أخرى لا يفوتني التذكير بأنَّ ما نحرص عليه من صون لمكانة أهل الفضل والنجدة من بني العمومة الحسانيين؛ نؤكد بالمناسبة عليه أيضا في حق مكانة وعاء الخير والعلم و الجذور الضاربة في هذه الأرض وهنا أقصد "صنهاجة" العظيمة اهل الرباط والفتح مهد الكنتيين الأول و حاضنة خؤولتهم الأنبل، من تتسمى إلى اليوم العشيرة الكنتية بإحدى أسرهم الأميرية من ذؤابة إبدوكل.

وفي الختام  يقول جل من قائل : (إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ). صدق الله العظيم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أربعاء, 21/06/2023 - 20:11