هل يسعى حميدتي لقيادة السودان؟

يمتلك قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، الذي يعرف باسم حميدتي، مفتاحا من مفاتيح السودان، بعد أن أصبح طرفا أساسيا في النزاع العسكري في البلاد. لكن الوقائع على الأرض تشير إلى أن فرصه في الانتصار على الجيش ضعيفة، ورغم ذلك فإن هزيمته لن تكون سهلة على القوات المسلحة التي يقودها الفريق، عبد الفتاح البرهان، وفق تحليل نشرته مجلة "الإيكونومست"

وأدى الصراع، الذي اندلع في 15 أبريل، إلى مقتل المئات وأجبر أكثر من 1.6 مليون شخص على الفرار وحول المدن الثلاث التي تتشكل منها العاصمة عند ملتقى النيل الأبيض بالأزرق، الخرطوم وأم درمان وبحري، إلى منطقة حرب.

ويشير التحليل إلى أنه لن يكون من السهولة أبدا هزيمة حميدتي الذي انتقل من تجارة الإبل ليصبح قائدا لقوات عسكرية "الجنجويد" والتي تتهم بارتكاب إبادة جماعية في دارفور نيابة عن ديكتاتور البلاد لعقود الرئيس المخلوع، عمر البشير.

وبعد سنوات تحول "الجنجويد" من ميليشيات مسلحة إلى قوات شبه عسكرية معترف بها رسميا أصبح اسمها "قوات الدعم السريع"، والتي تطورت لتضم عشرات الآلاف من القوات المجهزة عسكريا، وقائدها حميدتي لديه علاقات دولية مع روسيا والإمارات، ناهيك عن سيطرته على "إمبراطورية" أعمال مترامية الأطراف ترتبط بالذهب.

خلال الأشهر الماضية قبل الحرب التي بدأت منتصف أبريل أشار محللون إلى أن حميدتي يضع نصب عينيه قيادة البلاد، ولكنه الآن في "صراع قاتل على السلطة" يهدد بتدمير الدولة وقتل الملايين.

ويشير التحليل إلى أن اليد العليا حتى الآن في العاصمة ربما لا تزال للقوات المسلحة، ولكن عمليات وقف إطلاق النار المتقطعة ربما سمحت لقوات الدعم السريع في تعزيز موطئ قدم لها في الخرطوم، بحيث أعادت تسليح ونشر قوات جديدة، ولكن فرصة حميدتي في تحقيق هزيمة مباشرة الآن للجيش لا تزال ضعيفة.

جمعة, 02/06/2023 - 09:51